التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيۤ آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَآ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي ٱلنَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِيۤ آمِناً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ٱعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
٤٠
-فصلت

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيۤ آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَآ } خوّف الله اهل الطامات الذين يديرون رؤسهم عند العليم ويزعقون ويخرّقون ثيابهم ويجلسون فى الزوايا وينزهدون وينظرون فى تصانيف المشائخ ويتقولون عليها ما يتخيلون ويتزخرفون عنه العامة وينظرون دخول الامراء عليهم ويدعون المكاشفة والاحوال والمواجيد لا يخفى على الله كذبهم وزورهم وبهتانهم ونياتهم الفاسدة وقلوبهم الغافلة وعلى اوليائه من الصديقين والعارفين الذين يرون خفايا قلوب الخلق بنور الله لورايتهم كيف يفتضحون يوم القيامة على روس الاشهاد وترى اهل الحق ينظرون الى الحق بابصار نافذة نورية وارواح شائقة وقلوب عاشقة لا يستوى اصحاب النار واصحاب الجنة قال الله { أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي ٱلنَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِيۤ آمِناً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } ثم حذرهم بقوله { ٱعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } من الفتاوى بغير علم واستبداع الضلالة فى دين محمد صلى الله عليه وسلم قال الله ولا تتبعوا اهواءهم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل وصف النبى صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الملحدين وشبههم بالفراعنة وشبّه قلوبهم بقلوب الذياب قال عليه الصلاة والسلام يخرج فى امنى اقوام لسانهم لسان الانبياء وقلوبهم كقلوب الفراعنة وفى موضع أخر قال قلوبهم كقلوب الذياب يمرقون من الذين كما يمرق السهم من الرمية افتوا بغير علم واضلوا قال ابو عبد الله بن جلا معنى هذه الأية ان الذين يخبرون عنا على غير سبيل الحرمة فانه لا يخفى علينا جرأتهم علينا ونعذبهم فى دعائهم وقال ابن عطا فى هذه الأية ان المدعى عن غير حقيقة سترى منا ما يستحقه من تكذيبه على لسانه وتفضيحه فى احواله.