التفاسير

< >
عرض

شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحاً وَٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ كَبُرَ عَلَى ٱلْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ٱللَّهُ يَجْتَبِيۤ إِلَيْهِ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِيۤ إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ
١٣
-الشورى

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحاً } اى بسط لكم بساط العبودية التى هى مرقاة عرفان الربوبية فاذا كنتم تصعدون عليها تبلغون الى مشاهدة جلالى وكشف جمال عرفتكم نفسى كما عرفت نفسى حبيبى وخليلى وكليمى وروحى ووصيتكم بان لا تختاروا على شيئا من دونى فاذا تجردتم عن غيرى واستقمتم على بساط خدمتى واغلبوا الى جمال مشاهدتى بنعت المحبة والشوق فقد بلغتم نهاية الدين الذى اصفينا به نوحا وابراهيم وموسى وعيسى ومحمدا صلى الله عليه وسلم وعليهم اجمعين لا تتفرقوا من مقام الجمع فان عين الجمع غابة ذوق العارفين والتفرقة غاية الحجاب بينى وبينكم قال بعضهم فى قوله شرع لكم من الدين اى من تعظيم محمد صلى الله عليه وسلم الانبياء السابقة وقال سهل الشرائع مختلفة وشريعة نوح وهو الصبر على اذى المخالفين.