التفاسير

< >
عرض

وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ
٤١
-الشورى

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ } اى بعد ظلم الظالم عليه هذا بيان من لطف عدله تعالى الله من ان يجور عدل كما حكم وصرح بخطابه طريفين من العلم بيان شرف الظالم اذ جاوز الامر وجاء فى العبودية وبيان ضعف المظلوم وقلة صبره فى البلاء وانخلاعه من شعار الانبياء والصديقين واولى القوة من الرسل واولى العزائم من اهل الاستقامة حيث صبروا فى احتمال الجفاء وغفروا لمن لم يعرف اقدارهم وبذلك وصفهم الله بقوله { وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } وما قال لحبيبه واصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل والصبر فى البلاء من نعوت اهل الرضا والعفو من شعار اهل الكرم والرضا قال ابن عطا فى قوله ولمن انتصر بعد ظلمه خطاب العوام بالانتصار بعد المظلمة واباح لهم ذلك واختار للنبى صلى الله عليه وسلم الاخص وندب اليه بقوله ولئن صبرتم لهو خير المصابرين ثم لم يتركه ومخاطبة الندب حتى امره بالافضل وحثه عليه بقوله واصبر قال جعفر صبر على اذائه وعفا عن موذيه ذلك من احكم الامور فى الدين واحمدها عند الله واجلها عنه الناس قال ابو سعيد القرشى الصبر على المكاره من علامات الانبياه فمن صبر على مكروه يصيبه لوم يجزع اورثه الله حالة الرضا وهو اجل اللاحوال ومن جزع من المصايب وشكا وكله الله الى نفسه لم ينفعه شكواه قال الاستاذ صبر على البنوى من غير شكوى وعقابا بالتجاوز عن الخصم فلا يبقى لنفسه عليه دعوى بل يبرئ خصمه من جهته عليه من كل دعوى فى الدنيا والعقبى ان ذلك لمن عزم الامور.