التفاسير

< >
عرض

فَٱسْتَمْسِكْ بِٱلَّذِيۤ أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٤٣
وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ
٤٤
-الزخرف

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { فَٱسْتَمْسِكْ بِٱلَّذِيۤ أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } اى لا تسمع قول الزائغين الذين يوذونك ويقولون لست بحق فانت على الحق المبين فاستمسك بالقرأن الذى هو شاهد على شرفك فانت على الطريق المستقيم وهذا تسلية لقلب نبيه وتاديب لامته وهذا عراف بتعرضه نفسه وشيطانه من الانس والجن المعارضات العريضة بعد مكاشفاته ومعرفته ويمنعونه من سلوك الحقائق التى لا يعرفها اهل السوء من المقلدين فى ظاهر العلم والعمل ويخاصمونه فانه سبحانه ايده بنصره------قلبه بهذا الخطاب المبارك قال ابن عطا امر الله النبى صلى الله عليه وسلم بالاستمساك والتمسك الذين وهو صلى الله عليه وسلم الا ماء فيه ولم يخلى من التمسك بما امر به لحظة لكنه خاطبه لوقوع درجاته وعظم محله لتكون انت متابا بأداب التمسك والاقتداء والاستقامة وتعلم ان مثله اذا خوطب بمثل هذا الخطاب ما الذى الزمك من الاجتهاد والمجاهدة ثم بين سبحانه ان نزول القرأن يوجب شرف نبينا وشرف امته بقوله { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ } اى هو وصفك ووصف من اتبعك من العارفين الصدقين يصفك القرأن ويصف قومك من الصادقين بما انت عليه وما هم فيه من الاخلاق الجميلة والاعمال الزكية والدرجات الرفيعة والكرامات السنية والمقامات العلمية الا ترى الى قول امر المؤمنين رضى الله عنها وعن ابيها حين سئلت عن خلق محمد صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرأن وايضا انه شرفك وشرف امتك بانك اهدروهم اهلك قال ابن عطا شرف لك بانتسابك الينا وشرف لقومك بالانتنساب اليك قال جعفر ذكر لك بتسميتك الينا وذكر لقومك وبحسن قدومهم بك واتباعهم لسنتك.