التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ ٱلْقَوْلِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ
٣٠
-محمد

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ } وصف الله نفسه بالقدرة القائمة والمشية الازلية بانه لو اراد ان يكشف عن سراير الخلق وخفايا قلوبهم لحبيبه صلوات الله عليه لكان قادرا وذلك بعد ان البس قلبه انوار غيبة وغيب غيبه فانه كان مستدا بان ينظر الى بواطن الغيوب وضمائر القلوب ولكن ما كان اوايل حاله عرفان بعد ترقى احاله الى مصاعد الغيب وروية انوار الصفات لكن اثبت فى احوالهم بالوسائط فى هذا الموضع بقوله { فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ ٱلْقَوْلِ } فاذا كمل فى مشاهدة الحق اخبر عن وقوف سره على ممكنات الغيوب بقوله فعلمت ما كان وما سيكون فنبهنا الله سبحانه ان اوايل الفراسات مقرونة بعلامات الظاهر وانهاتتم بما بدا من سيما الوجود ولحن القول والفراسة المحضة ما قال عليه الصلاة والسلام اتقوا افراسه المؤمن فانه ينظر بنور الله وبين ان ما يكون من الصدق فى القول أثاره تبدوا من السّماء وصدق القول وما يكون بخلاف ذلك فلذلك قال القاسم فى قوله ولو نشاء لاريناكهم اطلعناك على سرائرهم فلعرفتهم بسيماهم فطنة ولتعرفنهم فى لحن القول ظاهر والله يعلم اسرارهم ولا يقف على مالهم من السعادة والشقاوة احد وقال ايضا ان عند الله الاكابر والسّادة يعرفون صدق المريدين من كذبه بسوا له وكلامه لان الله يقول ولتعرفهم فى لحن القول.