التفاسير

< >
عرض

لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَٰرُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً
١٧
-الفتح

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلأَعْرَجِ حَرَجٌ } ان الله ------من المحبين والعارفين بالرزم فى هذه الأية ظاهرها مع العموم وباطنها مع الخصوص كما قال عليه الصلاة والسّلام لقرأن ظهر وبطن وحدو مطلع ان الاعمى ها هنا من طمسه سبحات وجهه حين عاين لقلبه وروحه ظهر عماه اذ لا يرى غير الله عميه الحقيقى ان لا يطيق ان ينظر بطون الازل والغيب وغيب الغيب وهذا سر قوله عليه الصلاة والسّلام فى وصف جمال الحق حجابه النور لو كشف لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه فجعله معذورا ان لا يدرك حق الحقيقة وحقيقة الحق اذ يستحيل ان يحيط الحدث بالقدم وان كان واجبا معرفة الكل من حيث الحقوق لامن حيث التوحيد وايضا هو معذور باستعمال الرخص والدخول فى الرفاهية والاعرج من عرج سره وروه من السير فى ميادين الازلية والابدية اذ كان عرجا بصرف سيوف الوحدة ووصول اعجاز القهريات اى هو معذور حين جلس على بساط الانس ولم يسر فى ميادين القدس فان هناك طوفان الكبرياء وسطوات العظمة والبقاء وهذا الاعرج معذور اذ لم يات من مقام المشاهدة الى مقام المجاهدة والمريض هو الذى اسقمه محبة مشاهدته وروية جماله فهو معذور اذ باشر الروحانيات مثل السماع واستعمال الطيب والنظر الى المستحسنات فان مداواته تكون ايضا من قبيل العشق والمحبة لان العشق امرضه فايضا يداويه بالعشق كما قيل تداويت من ليلى بليلى من الهدى كما يتداوى شارب الخمر بالخمر فهولاء اهل المشاهدات لا اهل المجاهدات والرسومات قال الاستاذ من كان له عذر فى المجاهدة مع النفس فان الله يحب ان توتى رخصة كما يحب ان توتى عزائمه.