التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَرْفَعُوۤاْ أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ بِٱلْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ
٢
إِنَّ ٱلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱمْتَحَنَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ
٣
-الحجرات

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَرْفَعُوۤاْ أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِيِّ } اعلمنا الله سبحانه بهذا التاديب ان خاطر حبيبه من كمال لطافته ومراقبته جمال ملكوته كان يتغير من الاصوات الجهرية وذلك من غاية شغله بالله وجمع همومه بين يدى الله فاذا صوت احد الجهر عنده خاصة ان يكلم كان يتاذى قلبه من صوته ويضيق صدره من ذلك كانه يتقاعد سره لحظة عن السير فى ميادين الازل والابد فخوفهم من ذلك فان تشويش خاطره عليه الصلاة والسّلام سبب بطلان اعمالكم { أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ } فان من العرش الى الثرى لا يزن عنه خاطره ذرة اجتماع خاطر الانبياء والاولياء لمحة احب الى الله من اعمال المثقلين وفيه حفظ حرمة رسول الله وتاديب المريدين بين يدى اولياء الله قال ابن عطا زجر عن الاذى لئلا يتخطى احد الى ما فوقه من ترك الحرمة وقال سهل لا تخاطبوه الا مستفهمين قال الاستاذ ارمهم يحفظ حرمته ومراعاة الادب فى خدمته وصحبته ثم وصف الله المتادبين باداب الله انهم اهل التقوى الذى هو نور من الله فى قلوبهم فقدس سرائرهم من العجب والخطرات المذمومة وانهم ينظرون بذلك النور عظم حرمات حبيبه صلى الله عليه وسلم وما شرفه الله به من المنازل السنية والدرجات العلية بقوله { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ } ثم بين ان لهم مغفرة بانهم مستورون عن اعين الشياطين محفوظون من مكائدهم بما من الله عليهم من رعايته وعنايته وكشف مشاهدته بقوله { لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ } قال الحسين من امتحن الله قلبه بالتقوى ان شعاره القرأن ودثاره الايمان وسراجه التفكر وطيبه التقوى وطهارته التوبة ونظافته الحلال وزينته الروع وعلمه الأخرة وشغله بالله ومقامه مع الله وصومه الى المماة وافطاره من الجنة وجمعه الحنسات وكنزه الاخلاص وصحة المراقبة ونظره المشاهدة.