التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهْتَدَيْتُمْ إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
١٠٥
-المائدة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهْتَدَيْتُمْ } ليس ظاهر الأية يوجب اسقاط امر المعروف والنهى عن المنكر لكن فيه لطيفة اى عليكم تعرفوا اسرار انفسكم الامارة التي لو تدعونها لتدعى الربوبية كما كان تدعى فرعون بقوله انا ربكم الاعلى واذا عرفتم مكائدها عرفتم سرق قهر اللازل فان قهرى يعلمها مخائيل الضلال لذلك قال عليه السلام من عرف نفسه فقد عرف ربه ومن عرفنى استقام فى طاعتى واصر موضع نطرى لا يعوجه كيد كافرو لا مكر ماكر لانه محفوظ بى بل من نيظر اليه صار ضره نفعا وفساده صلاحا ببركته قال سهل بن عبد الله للنفس سر ما ظهر ذلك السر على احد من خلقه الا على فرعون فقال انا ربكم الاعلى ولها سبع حجب سماوية وسمبع حجب ارضية وكلما يدفن العبد نفسه ارضا ارضا سما قلبه سماء سما وذا دفنت النفس تحت الثرى وصل القلب الى العرش قال محمد بن على عليا لنفسك ان كفيت للناس شرها فقد اذيت اكثر حقها ودخل خادم الحسين بن منصور رحمة الله عليه الليلة التى وعد من الغد لقتله فقال له اوصينى فقال عليكم نفسك ان لم تشغلها شغلتك وسئل ابو عثمان عن هذه الأية فقال عليكم نفسك ان اشتغلت باصفلاح فسادها وسترو عرواتها شغلك ذلك من النظر الى الخلق والاشتغال بهم.