التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ
١١٦
-المائدة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَإِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ } غير الله سبحانه المنسبين اليه الشرك بقولهم ان الله ثالث ثلاثة فاظهر الله تنزيه عيسى مما زعموا وتصديق ذلك قوله تعالى { قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ } وايضا الف الله سبحانه ان يخاطب الكفرة بما كذبوا وزاغوا عن التوحيد والحق وخاطب مع صفيه وروحه اعلاما للكافرين بتغييرهم لان السلطان اذا اراد ان يخاطب مع قوم خاطب مع كبير من كبرائهم واراد بذلك قومه وفيه ان الله سبحانه اراد ان يجر روحه عليه السلام الى مقام سطوات العظمة وخطاب الكبرياء ليفيه به عنه حتى لا يبقى للحدث فى القدم اثر لولا فضل الله علي لا يكون بعده ابدا من عزة الخطاب وعظمة القول قال عبد العزيز المكى لولا اثبات الله اياه لذاب على مكانه وصار ماء بين حياء الله وخجلته ولو خير عيسى بين النار وبين هذا العتاب لخير النار ولو احرق بنار الابدكان احب اليه من ان ينسب الربوبية اليه وفرق ابن عطا بين السوالين بين سوال الانبياء حين قالوا لا علم لنا وسواله عن عيسى ءانت قلت للناس اتخذونى وامى وقال سئل عن قصته وحاله لم يسعه السوت عنه وسئل الانبياء عن احوال الامم فدهوا وذلك ان سوال الريسل اظهار العظمة وسوال عيسى برائة وتنزيه عما قيل فيه وقد سخ لى قول أخر وهو ان الانبياء حين سئلوا كانوا فى مقام الهيبة ومشاهدة العظمة لذلك بهتوا وتيحروا وسكتور وعيسى هناك ايضا معهم بقوله يوم يجمع الله الرسل وهو من الرسل فلما افرده الحق للخطاب كان فى مقام البسط والانبساط ايضا معهم بقوله يوم يجمع الله الرسل وهو من الرسل فلما ارفرده الحق للخطاب كان فى مقام البسط والانبساط ومشاهدة الجمال لذلك تكلم واجاب ولم يسكت قوله تعالى { تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ } اى تعلم ما فى نفسى من توحيدك ومعرفتك وتنزيهك وتقديسك وتعظميك واجلالك الذى ينفى الاضاداد والاشباه والانداد وما لا يليق بجلالك مما تخاطبى بقولك ءانت قلت للناس اتخذونى وامى الهين من دون الله ولا اعلم فى نفسك من علوم الغيب وغيب الغيب ومكر القدم وما يعلم ما فى نفسك بانك لو تريد ان تخرق جميع الانبياء والصديقين لا ينالى بها وايضا لا علم ما فى نفسك من كنه القدم ووجود الازل قال الواسطى يعلم ما فى نفسى لك اعلم ما فى نفسك لي وقال السحين تعلم ما فى نفسى لانك اوجدتها ولا اعلم ما فى نفسك لبعد الذات عن الدرك قال الجنيد يعلم ما اثالك عليه ومالك عندى ولا اعلم مالى عندك الا ما اطلعتنى عليه او اخبرتنى به وقال سهل تعلم ما فى نفس مما اودعته نفسى مما لا تظهر على ولا اعلم ما فى غيبك لى قال على بن موسى الرضا عن ابيه عن جعفر عليهم السلام قال يعلم كيفيتى ولا كيفيته لك.