التفاسير

< >
عرض

قَالَ ٱللَّهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ ٱلصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
١١٩
للَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
١٢٠
-المائدة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ قَالَ ٱللَّهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ ٱلصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ } وقع صدقهم على رؤية فناء الحدث فى القدم حيث ما ادركوا الحق الا بالعجز عن ادراكه فلما ليم يدركوه قبل العجز وبعد العجز الا به اقروا بالجهل عن معرفته وهذا من كمال معرفتهم بربهم وهذا هو الصدق الذى ذكره الله لهم فلا جرم ينفعهم هذا العجز عند بروز طوارق مشاهدة عظمته وكشوف سطوات عزته بان يدركهم فى محل فنائهم ويلبسهم صفة بقائه حتى بقوا مع الحق ابدا بلا حجاب ولا عتاب قال الحسين فى هذه الأية اذا قابل ربه بصدقه وجهل امر ربه وطالب ربه يخطه ووعده يطالب ربه يصدق صدقه فافلسه عن رتبتة وابعده عما قصده وينفع صدقة من لقبه بالافلاس وايقن انه كان مستعملا تحت حكمه وقضيته قوله تعالى { لَهُمْ جَنَّاتٌ } اى جنات المشاهدات الذاتية التى تجرى تحتها عيون الصفات بنعت تجليها لهم حظة فلحظة { خَالِدِينَ فِيهَآ } باقين بالإتصاف بها { أَبَداً } بلا افنقطاع { رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ } حيث ودهم متحيرين عن ادراك كنه القدم بعد فنائهم فيه { وَرَضُواْ عَنْهُ } بما وجدوا منه من لذة مشاهدته وحلاوة خطابه وهذا الرضا انسداد ابوب كشوف القدم عليهم وابقاؤهم فيما هم فيه ولو عرفوا قلت حفظهم عن القدم لماتوا جميعا فى الحيرة وكيف رضى عنه من عرفة وكيف سكن عنه وان كان فى مشاهدته من ادركه بنعت التوحيد ولولا فضله ورحمته لفنوا فى قهر سلطان كبريائه ولم يبقوا بعد فبقاؤهم وتخليصهم من فنائهم فيه فبقوز عظيم وظفر كريم ليتمتعوا الوصا له ابدا { للَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } خص ملك الايجاد والابداع بحضرته وازال عمن سواء ملكه.