التفاسير

< >
عرض

يَهْدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ ٱلسَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِّنِ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
١٦
-المائدة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ يَهْدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ ٱلسَّلاَمِ } ذكر واحدا منهما من النور والكتاب لانهما فى عين الجمع هداعنى معدن الصفات والاشارة بقول يهدى به الله اى يهدى بصفته الى طرق معرفة ذاته ويهدى بذاته سبل معرفة صفاته رضوانه ما ارضى للانبياء والاولياء فى الازل من اصابه ابصارهم الى محل الرضوان الا كبر وهو اية رعاية حسن تجلاه بنعت العيش فى مراده ولا يحصل المتابعة الا لمن سبق فى الازل رضاه له وايضا يهدى لقرأن من اتبع محمد صلى الله عليه وسلم وأله وسلم الى سبل السلامة التى تصوله المؤمن بالتوحيد الى كشف جماله حسن وصاله بالعوفى قيل فيه يهدى الله لا سلم المسالك فى سبيل ارادته من خصه برضوانه قيل ايجاده وصله الرضوان الى محل الرضا والتسليم قوله تعالى { وَيُخْرِجُهُمْ مِّنِ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } اى من اوصله الى سبيل الهدى يظهر سراره عن خطرات الشك والريب والاعتراضات النفسانية والخطرات الشيطانية فاذا كان مقدسا من هذه الشوائب يشكف له انوار الازليات والابديات وليس كل من وصل الى هذه المراتب وصل الى محل الاستقامة فى المعرفة والتوحيد فيختص به من يشاء من سبق له عناية الازل بوصله الى محل التمكين الذى لا يجرى فيه عبد ذلك احكام التردد والامتحانات الظاهرة قال ابن عطا يهدى لنوره من رضى عنه فى الازل وخصة بكرامات الولاية وخرجه من الظلمات والاعتراض الى نور الرضا والتسليم.