التفاسير

< >
عرض

يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ ٱللَّهِ وَلاَ ٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ وَلاَ ٱلْهَدْيَ وَلاَ ٱلْقَلاۤئِدَ وَلاۤ آمِّينَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَٱصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
٢
-المائدة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ ٱللَّهِ } خاطب العارفين عند اخذ ميثاق التوحيد فى مقام قرب المشاهدة بان لا يباشروا محارم منازل اسفار الارواح من القدم الى البقاء وهى شعائره للنفوس حيث سارت فى حرمات الشهوات حتى لا يوافقوها فى طلب حظوظها وهذا معنى قوله لا تحلو شعائر الله ثم وقت لهم فى سير الاسرار الى مشاهدته فى زمان ظهور تجلى الخاص ان يتجردوا واغيره ويمنعوا انفسهم فى زمان انجذابهم من عالم الحدثان الى جناب الرحمن عن الدخول فى حمى الرفض الذى هو ينزل اهل الانبساط وهذا معنى قوله تعالى { للَّهِ وَلاَ ٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ } واذا راوا طلاب المريدين الذين ذهبوا انفسهم الى الله هديا فى سلوك المقامات وراو الجذوبين والمقلدين بسلسلة المحبة فى مزار الحالات والسالكين القاصدين الى كعبة المشادة الذين يبتغون وصلته وبقاءه بان لا يغروهم عليهم بغيره المعرفة ارادة لقطع طريقهم ليلا يروا غير نفوسهم فى باب الازل كما فعل موسى عليه السلام ببلعام وهذا معنى قوله تعالى { وَلاَ ٱلْهَدْيَ وَلاَ ٱلْقَلاۤئِدَ وَلاۤ آمِّينَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ } ثم رخص المحرمين مما دونه اذا بلغتم الى مقام المشاهدة ووجدتم عيد الا كبر وخرجتم من احرام المجاهدة اصطاد فى منزل البسط والانبساط زيادة روح القربة والتنفس فى الانس من ترنم الحان بلابل بساتين الربيع وسماع اصوات الطيبات ومشاهدة المستحسنات لا ترى الى قلوه عليه السلام لتساك الغيب حين تضايقت الاكوان عليهم فى مقام القبض كيف قال روحوا قلوبكم ساعة فساعة وهذا معنى قوله تعالى { وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَٱصْطَادُواْ } واذا كنتم فى زمان الامتحان ويتعرضكم اهل ظاهر السبيل والعلم يمنعكم عن الجلوس بالسماع الرقص والهيجان والوجد والهيمان عن دخولكم مرار الله من المواقف القدسية لا تخاصموهم ولا تقتلوهم بانفسكم القاتلة حتى لا يكون عليكم رقم الاضطراب فى الطريقة وهذا معنى قوله تعالى { وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ } واذا تحير المريديون فى بيداء الشوق وهاموا فى وادى العشق وفنو فى قفار التويحد زيدوا عليهم وصف مشاهدتى ولذة وصالى وقدس عظمتى ليزيد حرقتهم ورغبتهم ومحبتهم لقائى ويزيد سرعتهم فى سيرة العشق والشوق الى واذا وقع فى طريقهم جظ من حظوظ انفسهم من ابواب الرخص والتاويلات فامنعوهم منه واتقوا من احتجابى عنكم حين احتجبوا منى فان عذاب الفراق منى اشد العذاب وما ذكرنا فهو معنى قوله تعالى { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ آلْعِقَابِ } قيل البر ما وافق عليه العلم من غير خلاف والتقوى مخالفة الهوى واغلاثمن طلب الرخص والعدوان التخطى الى الشبهات قيل البر ما اطمان اليه قلبك من غير ان يكره بجهة ولا سبب قال بعضهم تعاونوا على البر والتقوى وهو طاعة الا كابر من السادات والمشائخ ولا تضيعوا حظوظكم منهم ومن معاونتهم وخدمتهم والا تعاونوا على الاثم وهو الاشتغال بالدنيا والعدوان موافقة النفس على مرادها وهواها وقال سهل البر الايمان والتقوى السنة والاثم الكفر والعدوان البدعة وعن جعفر عليه السلام قال البر الايمان والتقوى الاخلاص والاثم الكفر والعدوان المعاصى وقال الاستاد فى قوله واذا حللتم فاصطادوا واذا خرجتم عن اسر حقوقنا فارجوا الى اسجلاب حظوظكم فاما دمتم تحت قهر بطشنا فلا نصيب لكم منكم لانكم لنا وقد وقع لى فى البر معنى البى المحبة والتقوى المعرفة والاثم حظ المشاهدة من المشاهدة والعدوان دعوى الانانية فى الاتحاد لانه احتجب الربوبية عن الربوبية فى العبودية.