التفاسير

< >
عرض

قَالَ رَبِّ إِنِّي لاۤ أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَٱفْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ
٢٥
-المائدة

عرائس البيان في حقائق القرآن

رقَالَ رَبِّ إِنِّي لاۤ أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي } من بلغ عين التمكين ملك نفسه وملك نفوس المريدين لانه عرفها بمعرفة الله ومعها من الله سلطان سائس قاهر من نظر اليه يفزع من الله لا يطيق عصيانه ظاهرا وباطنا فاخبر عليه السلام عن محل تمكينه وقدرته على نفسه اخيه واعلمنا ان بينهما اتحاد بحيث انه حكم على نفسه صار نفس اخيه مطمئنة طايعة لله بالانفعال قال عليه السلام المؤمنون كنفس واحدة ويمكن انه عليه السلام كان مخبرا عن مقام القدرة التى اتصف بها من الله سبحانه وفيه بيان لطف استعداد هارون عليه السلام بقبول تلك القدرة الالهية قال سهل فى قوله لا املك الا نفسى اى فى مخالفة هواها قيل فى بذلها لله واستعمالها فى طاعته قال الاستاد لا ادعى انه يلك نفسه عرف عجزه عن ملكه لنفسه حيث اخذ براس اخيه يجره اليه تقدس شان موسى عليه السلام من كل خاطر اشارته الى انه لا يعرفه مكان عجزه من النفع والضر فى ذرة لانه عرف ان سلطان قهر الله غالب على كل شئ وان الحدث له قدرة فى الربوبية عند ساحة الكبرياء.