التفاسير

< >
عرض

مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي ٱلأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِٱلّبَيِّنَٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ فِي ٱلأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ
٣٢
-المائدة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ مَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً } فيه اشارة لطيفة من الحق سبحانه انه ان النية اذا وقعت من قبل النفس الامارة فى شر وباشرته فكانها باشرت جميع عصيان الله لانها لو قدرت على جميعها لفعلت لانها امارة بالسؤ من السؤ خلقت فالجزاء يتعلق بالنية وكذلك اذا وقعت النية من قلب القلب الروحانى فى خير وباشرها فكانه باشر جميع الخيرات لانه لو قدر الفعل قال عليه السلام نية المؤمن ابلغ من علمه وفيه اشارة الاخرى ان الله سبحانه خلق النفوس من قبضة واحدة مجتمعة بعضها من بعض وفرقها مختلفة وتعلقت بعضها ببعض من جهة الاستعداد والخليقة فمن قتل واحدا منها اثر قتلها فى جميع النفوس عالمة به او جاهلة ومن احيا نفس مؤمن بذكر الله وتوحيده ووصف جماله وجلاله حتى تحب خالقها وتحيى بمعرفته وجمال مشاهدته فاثر حياتها وبركتها فى جميع النفوس فكانما احيا جميع النفوس وفى الأية تهديد الله لايمة الضلالة ووعد وشرف وثناء حسن لايمة الهدى.