التفاسير

< >
عرض

وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَـٰلاً طَيِّباً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيۤ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ
٨٨
لاَ يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغْوِ فِيۤ أَيْمَانِكُمْ وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَٱحْفَظُوۤاْ أَيْمَانَكُمْ كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
٨٩
يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ وَٱلأَنصَابُ وَٱلأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ فَٱجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
٩٠
إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ فِي ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ
٩١
وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَٱحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ
٩٢
-المائدة

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلاَلاً طَيِّباً } الحلال ما وصل الى المعارف من خوان الغيب بلا كلفة الانسانية من غير طلب ولا اشراف نفس وقد يبدؤ الرفق بالسبب لاهل المعرفة على الظاهر وهم ياخذونه من المسبب بالحقيقة قال بعضهم رزقه الذى رزقك ما هو من غير حركة منك ولا استشراف وهو الطلب الجلال يحلك محل الدعة ويطيب قلبك يتناوله وقال الاستاد مما اباحه من الطيبات الاسترواح اى نسيم القرب فى اوطان الخلوة وتحريم ذلك ان تستبدل تلك الحال الخلصة دون لاعزلة والعشرة دون الخلوة وذلك هو العدوان العظيم والخسران المبين ذكره فى تفسير قوله لا تحرموا طيبات وقال فى قوله { { لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ } الصافى ان ياكل ما ياكل على شهوده فان نزلت الحال عن هذا فعلى ذكره فان الاكل على الغفلة حرام فى شريعة الارادة ولى فى الحلال والحرام لطيفة وهى ان الحلال الذى يرانه العارف فى خزانة القدرة فياخذ منها بوصف الرضا والتسليم والحرام ما قدر لغيره وهو يجتهد فى طلبه لنفسه لقلة عرفانه بالمحذر فى المقدر وهذا العلم وعذاهم من موائد قربه ورماهم بشهيات نعمه دعاهم بعد ذلك الى طاعته وطاعة رسوله لئى يسقط عليهم اداب الحضرة وعلامات العبودية وظرافه الخدمة وحذرهم فى كتابه من مخالفته طرفة عين بقوله تعالى { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَٱحْذَرُواْ } طاعة الله يكون فى رؤية هيبته وطاعة الرسول يكون بحلاوة محبته والحذر اخراج الحدث عن وصف العدم وحبس الارواح فى منازل الاجلال اى استقيموا فى المعاملات واحذروا عن رؤيتها ورؤية اعواضها حتى لا يحتجبوا بها عن مشاهدة المعطى وايضا الا احذروا فى طاعتى من ضمائر الرياء وفى طاعة رسولى عن ضمائر الشكل واحذر عن كراهية نفوسهم فى الطاعة حتى تصلوا مقام الحرقة عن دعوى الانانية فان طاعتى بالاخلاص والمحبة تصير المطيع بصفة الربوبية وهناك موضع الحضر قال عليه السلام المخلصون على خطر عظيم ولان هناك يفنى الحدث فى العدم ويظن الفانى ان ضرغام مرك الازل نائم قال تعالى { { فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَاسِرُونَ } قال الواسطى فى هذه الحذر لا تزول عن العبد وان كان مدرجات الصفات ولولا ذلك لبسط العلم إلى شرط الجود وقلة المبالاة بالافعال ولكن الاداب فى اقامة الموافقات كلما اذدادت السرائر به علما ازدادت خشية وايضا قال اطيعوا الله واطيعوا الرسلو واحذروا ان لا تلاحظ طاعاتكم فتسقطوا عن درجة الكمال.