التفاسير

< >
عرض

جَعَلَ ٱللَّهُ ٱلْكَعْبَةَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ قِيَٰماً لِّلنَّاسِ وَٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ وَٱلْهَدْيَ وَٱلْقَلاَئِدَ ذٰلِكَ لِتَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَأَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
٩٧
-المائدة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ جَعَلَ ٱللَّهُ ٱلْكَعْبَةَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ } البس الله الكعبة سنة قدس أياته ونورها بصبح مشارق مشارق صفاته من مطالع ذاته وصيرها أمره حسنة وحماله النظر نظر معارفه وابصار عشاق كواشف داء عظمته وكبريائه لقيامهم على مشاهدة قربه ومواقف قدسه ليطلبوما منها رؤية براهين هلال صفته ومشارق صنع جلال قدمه وحرم تلك المنازل على الاغيار دون الاختيار ومنع الاغيار عن الدخول فيها مع بقاء نفوسيتهم ليعلموا انها مممنوعة من تناول الكل لهم ليعرفوا عين القدم انه منزه عن خطرة كل حادث جعل الكعبة بيته وجعل بيته قلب العالم ويظهر بجلاله منه لعيون العارفين كما ظهر لموسى عليه السلام من طور سينا وظهر عليه السلام من طور المصيصة وظهر لمحمد صلى الله عليه وأله وسلم وامته من الكعبة كقوله عليه الصلاة والسلام جاء الله من سينا واستعلن بساعير واشرق من جبال فاران هكذا جعل قلبا العارف كعتبة مشاهدته فى حرم صورته وسد بابه من كل طائف غير نظرة فيظهر أثار جلاله من صورهم قال الشبلى الكعبة أمام عين الناس والحق أمام قلوب أوليئاه وقيل البيت الحرام حرام فى مجاورته ارتكاب المخالفات بمحال وقيل حرام على من يراه ان يرى صفه دون واصفه وقيل قياما للناس الا من زل عن قيامه فاعوج بالتدنس بمعصية فاتاه فتعلق به اقامة ببركته اثار الانبياء عليهم السلام والسادة فيه ورده الى حال الاستقامة.