التفاسير

< >
عرض

لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ
٢٢

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ } يا ليت لو علم الغافل هناك غاية امره اذ كان غافلا عن مشاهدة الغيب فصار له منكشفا فيرى ما يرى مشاهدة وعيانا وثبت له حقيقة العيان بلا علة الاستدلال ليفرح بوجدانها حتى يطير من الفرح بكشفها ما يزيل عن قلبه هم العذاب وحزن العتاب فاذا حصل المقصود فانى العذاب خطر اذ الاحتراق بالنار بعد اليقين والعيان سهل على من يسره الله عليه وبين سبحانه انه اذا رفع غواشى قهره عن ابصار الغافلين صارت ابصارهم نافذة فى رؤية الغيوب فيرون ما يفرح به قلوب العارفين فى الدنيا من كشف عجائب الملكوت وانوار الجبروت فاين انت من العذاب والعقاب عند كشف النقاب وسماع الخطاب ومن ليس تغافل عن كشف عيان العيان وبيان البيان ومن يطلع على حقيقة الحقيقة ههنا حتى اتى باسط الاعظم ومجلس الاقوى هناك ينكشف انوار الالوهية وسنا القدوسية فيكحل عيون الكل ضياء مشاهدته فيذهب من البين الدليل والاستدلال والمخائيل والمحال والايمان والايقان بل يبقى العيان والعرفان ابدا وهذا كما قال السيد الضرغام الاعير الهمام على بن ابى طالب كرم الله وجهه لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا قال الواسطى من كشف عنه خطأ الغفلة ابصر الاشياء كلها فى اسر القدم وقال ايضا اى علمك نافذنى المقدورات وحكمك ماض عن الخلائق.