التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ ٱمْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ
٢١
-الطور

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } هذا اذا وقع فطرة الذرية من العدم سليمة طيبة ظاهرة لقبول معرفة الله تأثير صحبته الاضداد لقوله عليه الصلاة والسلام " كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصارنه او يمجسانه" فاذا بقيت على نعت الاول ووصل اليها فيض مباشرة نور الحق ولم يتم عليها الاعمال والاعمار يوصلها الله الى درجة أبائهم واماتهم الكبار من المؤمنين اذ هناك يتم ارواحهم وعقولهم وقلوبهم ومعرفتهم وعلمهم بالله عند كشف مشاهدته وبروز انوار جلاله ووصاله وكذلك حال المريدين عند العارفين يبلغون الى درجات كبرائهم وشيوخهم ما داموا امنوا باحوالهم وقبلوا كلامهم كما قال روئم قدس الله روحه من أمن بكلامنا هذا من وراء سبعين حجابا فهو من اهله وقال النبى صلى الله عليه وسلم "من احب قوما فهو منهم" وقال سبحانه ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين الشهداء والصالحين ولا تعجب من ذلك فانه تعالى مبلغهم الى اعلى الدرجات فاذا كانوا معهم فى منازل الوحشة يصلون الى الدرجات العلية فكيف لا يصلون اليها فى مقام الوصلة.