التفاسير

< >
عرض

وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ
٥
وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ
٦
-الطور

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ } روح محمد صلى الله عليه وسلم الذى رفعه الحق اليه ومقام عنديته ارفع من كل رفيع من العرش الى الثرى وايضا يمكن انه اراد به العرش { وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } بحر سر محمد صلى الله عليه وسلم لان ذلك البحر ملأها انهار قاموس علومه القدمية واسرار كلماته الباقية وايضا الطور طور سيناء الذى هو موضع التجلى والكلام والكتاب المسطور ما كلم الله به موسى فصار منقوشا فى ورق قلبه اقسم بالطور وبقلبه وبما فيه مما سمع من كلامه وكتاب مسطور ايضا ما كتبه بيده على الواح موسى والبيت المعمور ايضا قلبه كان معمورا بنور مشاهدته ولذلك خاطب الله موسى بقوله فرغ بيتا لى اسكن فلما سكن فى بيت قلبه عمره بنور قربه والسقف المرفوع كناية عن ذاته القديم الذى امتنع بعزته عن تناول الحدثان الا ترى كيف ابلغ امانى موسى فقال تبت اليك بعد قوله ارنى البحر المسجور صدر موسى الذى هو مؤمن نيران شوقه وحزنه حين لم يدرك حقائق جلال الالوهية الذى استحال وجود الحدث عن ادراكه بوصف الاحاطة والحقيقة وايضا عم فى هذه الاقسام جميع العارفين والصديقين الطور ارواحهم والكتاب المسطور الهامهم والرق المنشور عقولهم والبيت المعمور قلوبهم والسقف المرفوع اسرارهم والبحر المسجور صدورهم اقسم بارواحهم لانها مواضع تجليه واقسم بما خاطبهم من الوحى والالهام واقسم بعقولهم اذ هى الواح علومه الغيبية واقسم بقلوبهم اذ هى مساكن المعارف ومساقط انوار الكواشف واقسم باسرارهم اذ هى تصعد الى مصاعد الملكوت ومعارج الجبروت واقسم بصدورهم اذ هى مملوة من سنا العرفان وضياء الايمان وانوار الاسلام قال الله افمن شرح الله صدره للاسلام قال جعفر فى قوله والطور اى وما بطرئ على قلب احبائى من الانس بذكرى والالتذاذ بحبى وكتاب مسطور وما كتب الحق على نفسه لهم من الاقتراب والقربة وقال سهل فى قوله والبيت المعمور هو القلب قلوب العارفين معمورة بمعرفته ومحبته والانس والسقف المرفوع هو العمل المرضى الزكى الذى لا يراد به جزء من الله فى الظاهر.