التفاسير

< >
عرض

مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ
١١
-النجم

عرائس البيان في حقائق القرآن

ذكر الله روية فواده عليه الصلاة ولم يذكر العين لان روية العين ستر بينه وبين حبيبه ولم يذكر ذلك غيره عليها لان رؤية الفؤاد عام ورؤية البصر خاص اراه جماله عيانا فرأه يبصره الذى كان مكحولا بنور ذاته وصفاته وبقى فى رؤيته بالعيان ما شاء الله كان فصار جسمه بجميعه ابصار رحمانية فراى الحق بجميعنا فوصلت الرؤية الى فواد فراى فواده جمال الحق وراى ما راى عينه ولم يكن بين ما راى بعينه وبين ما ارى بفواده فرق فازال الحق الايهام وكشف العيان بقوله ما كذب الفواد ما راى حتى لا يظن الظان ان ما ارى الفواد ليس كما راى بصهر اى صدق قلبه فيما اره من لقائه الذى راى بصره بالظاهر اذ كان باطن حبيبه صلى الله عليه وسلم هناك ظاهر او ظاهره باطنا رأه بجميع شعراته وذرات وجوده وليس فى رؤية الحق حجاب للعاشق الصادق بانه غيب عن الرؤية شئ من وجوده فبالغ الحق سبحانه فى كمال لرؤية حبيبه صلى الله عليه وسلم ولذلك قال عليه الصلاة والسلام رايت ربى بعينى وبقلبى رواه مسلم بن الحجاج فى صحيح قال سهل ما كذب الفواد ما راى البصر وقال هو فى مشاهدة ربه كفاها يبصره بقلبه قال ابن عطا ما اعتقد القلب خلاف ما رأه العين وقال ليس كل من راى مكن فواده من اداركه اذا العيان قد يظهر فيظرب السر عن حمل الوارد عليه والرسول صلى الله عليه وسلم محمول فيها من فواده وعقله وجسمه ونظره وهذا يدل على صدق طويته وحمله فيما شوهد به ثم اكد الله تحقيق رؤية نبيه صلى الله عليه وسلم وبخّ مكر بها.