قوله تعالى { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَمَا تَهْوَى ٱلأَنفُسُ } يا عاقل احذر مما يغوى اهل العزة بالله من اشكال المخاييل التى تبدوا فى غواشى دمعتهم وهم يحسبون انها مكاشفات الغيوب ونوادرات القلوب ويدعون انها عالم الملكوت وانوار الجبروت وما تبعون الاهوسات انفسهم ومخاييل شياطينهم التى تصور عندهم اشكالا وتمثالا ويزيزنها لهم انها الحق والحق منزه عن الاشكال والتمثال اياك يا صاحبى وصحبة السالوسين الجاهلية بالحق الذين يدعون فى زماننا بمشاهدة الله مشاهدة حقا لاولياء وليس مكشوفه للاعداء قال الجنيد رايت سبعين عارفا قد هلكوا بالتوهم اى توهموا انهم عرفوه وهو وقله ان يتبعون الا الظن وقال الشبلى من تحقق فى حقيقة الحق فهو نفس الحقيقة لان الله يقول ان يتبعون الا الظن افهم يا صاحبى ان اشارة حقيقة هذه الأية تؤل الى الكل اذا الكل مغرولون عن ادراك حقيقة الحق وما ادركوا فهو اقدارهم وجل قدر الحق عن اقدارهم وادراكهم قال الله سبحانه وما قدروا الله حق قدره ولذلك اجترئ الواسطى فى حق سلطان العارفين ابى يزيد البسطامى قدس الله روحه بقوله كلهم ماتوا على التوهم حتى ابو يزيد مات على التوهم.