التفاسير

< >
عرض

فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ
٩
-النجم

عرائس البيان في حقائق القرآن

اى بينى وبينه قوس الحدوثية وقوس الافعالية فبقى بين القوسين عن ادراك العين بالحقيقة بالعين والقلب وايضا ظن انه وصل اذ لا فصل هناك ولا و صل ولا قرب ولا بعد فان ساحة الكبرياء كنزهة عن هذه العلل فبين له الحق ان بينه وبين الحق قوسين قوس الازل وقوس الابد ومن يصل الى من بعد منه من الازل الى الابد اى الحدث بعيد منى بقدر الازل والاب اذ لا قدر فى الازل والابد وكيف يصل الى من تنزيهه بعده بالازل والابد من ذاته وصفاته فاذا كان كذلك استحال قرب الحدث من ذاته وصفاته من حيث المسافة وايضا رمى الحق سهم الدنو من قوس الازل ورمى سهم التدلى من قوس الابد من كناية الذات والصفات الى قلب حبيبه صلى الله عليه وسلم فجرجه بسهم المجند وسهم المعرفة فكان فى تلك الليلة مطروحا فى ميدان الازل مجروحا فى ميدان الابد قال جعفر انقطع الكيفية عن الدنو الا ترى ان الله حجب جبرئيل من دنوه ونور به منه وقال القاسم وقعت المواصلة فاشرف والاشراف هو المشاهدة وقاب قوسين موضع الاشكال اشكال ليتبين العارف ويهلك الجاحد وقال الواسطى من توهم انه بنفسه دنا جعل ثم مسافة انما التدلى انه كلما قرب به من نفسه بعده من المعرفة اذ لا دنو للحق ولا بعد فكلما دنا بنفسه من الحق تدلى بعدا فانقلب فى الحقيقة خاسئا وهو حسير اذ لا سبيل الى مطالعة الحقيقة واما الاخبار عن الفضل بانه اخذه من اياه واشهده اياه فكان فى الحقيقة ذا نفسه مشاهد ذاته وفى الاخبار ان محمد صلى الله عليه وسلم شهده وقال جعفر ادناه منه حتى كان منه كقاب قوسين والدنو من الله لاحد له والدنو من العبد بالحدود.