التفاسير

< >
عرض

فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ ٱلسَّمَآءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ
١١
وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى ٱلمَآءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ
١٢
وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ
١٣
تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ
١٤
-القمر

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ ٱلسَّمَآءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ } كما انزل الله الماء من سماء الظاء الظاهر ونبع من الارض الظاهرة فتح سماء الغيب على قلوب العارفين بمياه الكواشف والمعارف وفتح عيون قلوبهم بمياه الحكمة والمحبة فاذا وصل مياه المشاهدة الى مياه المحبة استغرق فيها جنود النفس والهوى ولا يبقى اثرها فاذا زاد الكشف والعيان وامتلأ بحر العيان يستشرف الارواح على الفناء فيها فيدخلها الله فى سنن العصمة ويحريها بشمال العناية وذلك قوله { وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ } الواح العناية وسر الكفاية وتجرى بعين الكلاية فى بحار الازلية والابدية بقوله { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا } اى تجرى بعيون عنايتنا على عيون بحر الذات والصفات يحفظها بى عنى حتى تستمع بمشهدتى بى ولا ينقطع عنى بى وهذا بيان محل الفناء والبقاء وافهم ان الانبياء والاولياء سفن عنايته يتخلص العباد بهم عن الاستغراق فى بحار الضلالة وظلمات الشقاوة لانهم محفظون بحسن عنايته وزين كلايته ومن استن بسنتهم نجا من الطغيان والنيران ودخل فى جوار الرحمن قال ابن عطا عيون الله فى ارض ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم اجمعين وهى تجرى لهم وليس بينهما واسطة اذ كانوا به وكانوا له وعنه وفيه ومنه وهم يشهدون فعل ذاته وهو يجرى بهم تجرى باعيننا التنقل فى الدرجات والمقامات والكرامات وفى المواجيد وفى الاسرار يلقون فيها تحية وسلاما.