التفاسير

< >
عرض

تَبَارَكَ ٱسْمُ رَبِّكَ ذِي ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ
٧٨
-الرحمن

عرائس البيان في حقائق القرآن

ما تقول فى من اسمه تقدس عن ادراك الاوهام اشارة العقول اذا سمه نعت والنعوت صفات والصفات قائمة بالذات فمن عجز عن ادراك حقيقة اسم الموصوف القديم كيف يصل الى العلم بوجود المسمى وهو اجل من ان يحيط بقدس جلاله الافكار او نجوى ذرة من نعوته الاذكار جلاله جبر عقول العارفين فى ميادين عزته واغرق ارواح الموحدين فى بحار عظمته وافنى اسرار الواصلين فى شامخات كبريائه اسمع معانى قدسه كيف فعلت بشاهد الحق فى مشاهدته عليه الصلاة والسلام حيره فى ادوية الجلال واغرته فى قلزم الجمال وكشفت له عين العين وسلسلة من الاين فبان له ما بان من عيون الالوهية وبهاء القديم والبقاء ما اسكنه عن وصف قدسه حيث قال افصح العالمين صلوات الله وسلامه عليه من حقيقة الحيرة وساحات العزة بقوله الا احصى ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك ذكر سبحانه بذكر الجلال لطيب قلوب الوالهين بان يكشفه لعيونهم وابصارهم وارواحهم واسرارهم وقلوبهم وعقولهم ليريحهم من تراكم الاحزان وظملة هذه الا سبحان ويبلغهم الى مجالس الاحسان وكشف العيان قال بعضهم تبارك اسم ربك اى جل ربك وعظم قدره عما يقول فيه الموحدون والبطلون جميعا لان كل شئ يثنى عليه بقدره وكل ذاكر يذكر على مقدار طاقته وطبعه وعلمه وفهمه ويحق تعالى ذكره خارج عن اوهام الادمين لان الثناء والمعارف دون الغايات فسبحانه تعالى ما اثنى عليه حق ثناءه غيره ولا وصفه بما يليق به سواه عجز الانبياء باجمعهم عن ذلك حتى قال اجلهم قدر او رفعهم محلا صلى الله عليه وسلم وعليهم اجمعين لا احصى ثناء عليك انتم كما اثنيت على نفسك.