التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلْحَقِّ وَلاَ يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ
١٦
-الحديد

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ } هذا قوم من ضعفاء المريدين الذين فى نفوسهم بقايا الميل الى الحظوظ حتى يحتاجوا الى الخشوع عند ذكر الله واهل الصفوة واحترقوا فى الله بنيران محبة الله ولو كان هذا الخطاب للاكابر يقال ان تخشع قلوبهم لله لان الخشوع لله موضع فناء العارف فى المعروف وارادة الحق بنعت الشوق اليهم فناؤهم فى بقائه بنعت الوله والهيجان والخشوع للذكر موضع الرقة من القلب فاذا رق القلب خشع بنور ذكر الله لله كانه تعالى دعاهم بلطفه الى سماع ذكره بنعت الخشوع والخضوع والمتابعة بقوله والاستلذاذ بذكره حتى لا يبقى فى قلوبهم لذة فوق لذة ذكره قال سهل لم يحن لهم اوان الخشوع عن سماع الذكر فشاهدوا الوعد والوعيد مشاهدة الغيب.