التفاسير

< >
عرض

سَابِقُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ
٢١
-الحديد

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { سَابِقُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } دعا المريدين الى مغفرته بنعت الاسرار ودعا المشتاقين الى جماله بنعت الاشتياق والاشواق وقد دخل الكل فى مظنة الخطاب لان الكل قد وقعوا فى بحار الذنوب حين لم يعرفوه حق معرفته ولم يعبدوه حق عبادته دعاهم جميعا الى التظهير فى بحر رحمته حتى صاروا متطهرين من غرورهم بانهم عرفوه فاذا وصلوا عرفوا انهم لم يعرفوه فياخذ الله بايديهم بعد ذلك ويكرمهم بكشف جنان قربه وفراد ليس مشاهدته ولولا رحمته وغفر انه لهلكوا جميعا فى اول بوادى سطوة عزته لكن اغفلهم عند فيه حتى يبقوا ولو رفع عنهم غطاء الغفلة والجهل به فى مشاهدته لهلكوا جميعا حسرة من فقدان الحق والحقيقة قال الحسين فى هذه الأية لما باشرت هذه المخاطبة العقول نهضت مستحصنة للجوارح بحسن التوحدي لاقامة مائة يحطون عند من استجابوا لدعوته فظنوا لاشارته واقاموا تحت العلم بقربه وقرت عيونهم بما اورد على قلوبهم بالسر وبالخلوة جلاسا اناسا اكياسا لا يرهبون فى الطريق اليه غيره ولا يتوسلون اليه الابد ولا يسالونه شيئا غير التمتع بخدمته وحسن المعرفة على موافقته.