التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ وَٱلظَّاهِرُ وَٱلْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
٣
-الحديد

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ وَٱلظَّاهِرُ وَٱلْبَاطِنُ } افهم سر تفسير هذه الأية فان الله سبحانه اشار بها الى سر ذاته وصفاته نعوته واسمائه واظهر باطن غيبه وغيب غيبه وسره وسر سره لتحير ارواح العارفين فى بحار قدمه وبقائه وفناء اسرار الموحدين فى صفاته وذاته وما افاد هذه الاسرار الا التحير عن ادراكه ذكر سره ولم يعرف احد ذلك السر ولا يعرف احد ذلك السر ولا يعرفه احد الى الابد هو ذاكره وهو عالم به لا غير كيف يعرف الاولية من لا اولية له وكيف يعرف الأخرية من لا أخرية له وكيف يعرف بطن سر السر واصل الاصل من لا حقيقة له فى ادراك كنه كنه اعبر من هذا البحر العميق ولا تقف فانه اغرق الاولين والأخرين فى قطرة من قطراته وهم عطاش من بعد افواهم عن نداوتها اين انامن الاقبال بنعت الادراك على قدم القدم وابد الابد وبطن العلم واشراق شمس الالوهية وسبحاتها تحرق الابصار واسرارها تحير الافكار اناد الفرار من ضرغام الازل وتبين الابد ما للتراب ورب الارباب سقط الزمان والمكان والاوايل والاواخر والظروف والاماكن والفهوم والعلوم من بوادى انوار اوليته وأخريته وظهور سبحات ظاهرية ولمعات اسرار باطنيته فلم يبق فى اللسان حيث لا يبقى البيان والبرهان ولا العرفان ولا الايقان الايمان بمن والعرفان لمن والايقان فى من وهو ممتنع بغير جباريته عن درك الخواطر وجبريان الضمائر سبحانه سبحانه سبحانه قوله هو الاول اظهار الازل فى الازال وقوله هو الاخر اظهار الاباد فى الاباد وقوله الظاهر عيانه بذاته فى صفاته وصفاته فى افعاله اذ الافعال فى الصفات والذرات فانية فبقى ظهوره فى نفسه الا شئ دونه وقوله هو الباطن استتار كنهة بكنهة وسره بسره لا يدرك باطنه بعد الاوهام ولا عوض الافهام سبحانه عما اوحى اليه الخليفة بمالها سبحانه عما اشار اليه البرية بنهايتها من يعرف عقود علل الاشياء حتى يعرف اوليته ومن يعرف عروق الاعصار حتى يعرف أخريته ومن يعرف كينونية الافعال حتى يعرف ظاهرية ومن يعرف اسرار بطون الارواح والنفوس حتى يعرف ابطنية لو يعرف المخلوق حقيقة مائية وجوده بنعت احاطة علمه عليها يعرف اصل كل اصل وعلة كل علتا ذلا يعرفها الا من يوجدها الا هو الذى نعت الاول والاخر والظاهر والباطن لا يظن فى اوليته علا الادهار ولا تظن فى اخريته حضر الاعصار ولا تظن فى ظاهريته بوادى الأيات ولا تظن فى ابطنية اسرار الخفيات فان هذه الصفات منفية عن كمال الوهية الاولية فى الاذهان تاخرها الى قدم الزمان ولا زمان فى الازل والأخرية فى الافهام استباقها الى دوام الاعصار ولا اعصار فى الابد الظاهرية فى العقول الظهور فى الاماكن ولا مكان عند ظهوره والباطنية فى الخيال طوية الخفيات وهو منزه عن ان يكون محل جريان العلل اذا لا علة فى وجوده اعبر من هذه الظلمات فانه تعالى منزه عن القياس والوساوس اوله أحره وأخره اوله وظاهره وباطنه ظاهر فاذا اخرجت يا نفس من رقومات المكونات وصور الايات ورسم الافعاليات ونسيت العدم الوجود وسقط عنك الرسم والاسم والوسم فتيت عنك وبقيت بالحق يرى الله بالله ولا تبقى عندك هذه الرسومات ويثبت لك الخفيات الاول للارواح بسبق العنايات والأخر للقلوب بحسن الرعايات والظاهر بنعت الكشف للاسرار والباطن ببيان علم المجهول وانكشاف حقيقة حكم الربانية للعقول القدسية اى تفضل اعظم من هذا التفضل من الحق سبحانه للعارفين اذ تجردت نعوته واسماؤه وصفاته وذاته لهم وهذا من كمال حبه لحبهم ورادته معرفتهم لذلك اظهر كنز الربوبية والالوهية لهم بقوله كنت اكثر مخفيا فاجبت ان اعرف يا صاحبى كدت انقل احجار قاف الكبرياء بنيانى او اغرف مياه قاموس الازل والبقاء فلما وصلتها رايتها ممنوعة من ادراك الفهوم ووصل العلوم ورجعت وما قلت الا قول حبيبه عليه الصلاة والسلام فى هذه الاية لا احصى ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك قال الجنيد نفى العدم عن كل اول باوليته وفنى البقاء عن كل أخر بأخريته واضطر الخلق الى الافرار بربوبيته بظاهريته وحجب الافهام عن ادراك كنه وكيفيته بباطنيته قال الواسطى لم يدع للخلق نفسا بعد ما اخبر عن نفسه الاول والأخر والظاهر والباطن وقال ايضا من كان حظه من اسمه الاولى كان شغله بما سبق ومن لاحظ اسمه الأخر كان مرتبط بما يستقبله ومن كان حظ من اسمه الظاهر لاحظ عجائب قدرته ومن كان حظ من اسمه الباطن لاحظ ما جرى فى السرائر من انواره وقال ايضا حظوظ الانبياء مع تباينها من اربعة اسام وقيام كل فريق منهم باسم منها فمن جمعها كلها فهو اوسطهم ومن فنى عنها بعد ملابستها فهو الكامل التام وهى قوله هو الاول والأخر والظاهر والباطن وقل ايضا من البسه الاولية فاتلجى له فى الأخرية محال لانه ويتجلى الا لمن فقده او كان بعيدا عنه فقربه وقال الحسين هداهم باسمه الاول الى الغيب المحيط وعرفهم ابسمه الاخر الشان القائم الدايم وبصرهم باسمه الظاهر النور العزيز المبين واوزعهم باسمه الباطن الحق والشهادة وقال ايضا هو الاول اذى لا يخرجه الاولية ولا الأخرية ولا الظاهرية ولا الباطنية الى نعوت الحلول والافتراق وكيف يسعد ويدركه شئ من خلقه وهو المحيط بالازل والازل والابد والاباد من جميع الوجوه واليه الغاية والمنتهى ازلى العلم ازلى القدرة الى الشان ازلية المشية ازلى النور ازلى الرحمة البادى لكل علم ومعلوم وشاهد ومشهود وجل وتعالى وقال الجنيد بقى القدم عن كل اوان باوليته ونفى الفناء على الكل الامر باخريته واطهاد الخلق الى الاقرار بروبيته بظاهريته وحجب الافهام عن ادراك كنه وكيفية بباطنية قال النورى الاولية هى أخرية ولا خبرية هى الاولية الظاهرية هى الباطنية والباطينة هى الظاهرية كما ان الازلية هى الابدية والابدية هى الازلية ليس بينهما حاجز لانه يفقدك ويشهدك وفناء التجديد الملذة ورؤية العبودية وقال الاستاذ الاول لا بزمان والأخر لا باوان والظاهر لا باقتران الباطن لا باحتجاب وقيل الاول بالتعريف والأخر بالتكليف والظاهر بالتشريف والباطن بالتخفيف.