التفاسير

< >
عرض

قَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِيۤ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمآ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ
١
-المجادلة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ قَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا } بين الله سبحانه فى اول هذه السورة مقام الانبساط حيث انبسطت المجادلة مع الحبيب ثم استحسن الله انباسطها ومجادلتها حين خلصت من الالتفات الى غيره بقوله { وَتَشْتَكِيۤ إِلَى ٱللَّهِ } اى لا الى غير الله ومنزل الشكوى مقام النجوى وبين النجوى والشكوى انبسطت الى المولى ثم زاد الكرم فى اظهار فضله عليها حين سمع كلامها واجابها بخطابه فاين انت من مقام الشكوى عنه عنده به له عليه والنجوى فى السر وسر السر وبث الحزن والعربدة فى الانبساط حتى يسمع منك سبحانه نجواك وانبساطك واعطاك سولك وما مولك انه سبحانه اذا اصطفى عبد من عبيده لا ينظر الى ضعفه وكسبه ونسبه وسببه وحسنه وقبحه وعمله وعلمه وانه رجل او مرأة بل ينظر الى صميم اسراره المنبسطة على بساط الربوبية بنعت الذل والخضوع وينظر الى طلبات سره ويهجان قلبه وحركات روحه وتوجهه اليه بنعت الاقبال عليه فيقبله بحسن قباله ويراعيه بكشف مشاهدته ويصرف عنه هجوم عساكر قهر امتحانه ويورى قلبه الى قرب قربه ومعادن جوده فيملا من نور العرفان وسنا الايقان وضياء الايمان ويطيبه بطيب محبته حتى يطير بجناح لطفه فى هواء هويته وبساتين مشاهدته فيجتنى من اشجار حقائقها ثمرات الزلفات والمدانة فيقوى بها فى حمل ومرادات التجلى والتدلى قال الاستاذ لما صدقت فى شكواها الى الله وايست من استكشاف ضرها من غير الله انزل الله فى شانها هذه الأية.