التفاسير

< >
عرض

لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوۤاْ آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أُوْلَـٰئِكَ حِزْبُ ٱللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
٢٢
-المجادلة

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } وصف الله المؤمنين المخلصين فى ايمانهم الصدقين فى محبتهم وارادتهم قرب الله اوليائه انهم لا يحبون غير من يقبل بكليته على الله ولا يطيقون ان ينظروا الى وجوده المخالفين لامر الله وان كان اباءهم وابناءهم لانهم اثروا الله على من دونه وذلك بان الله غرس اشجار التوحيد والمعرفة فى قلوبهم وتجلى لارواحهم من نفسه فصار معنى حقيقة التجلى منفق شافى نفس ارواحهم وعقولهم بقوله { أُوْلَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ } كتب بصفاته فى قلوبهم بنعت ظهورها فى قلوبهم فعرفتها القلوب برؤيتها فسكنوا اليها واستذلوا رؤيتها فايدهم الله بتجلى ذاته لارواحهم وما ابقاهم فى رؤية الصفات بل اغرقهم فى قاموس الذات فوجد فيها جواهر اسرار الربوبية وحقائق انوار الالوهية وذلك الوجدان بانه نفخ من روح الازل فى ارواحهم روح المعارف فصارت ارواحهم مؤيدة بروح منه قال الحسين اقبل عليهم بنظره ولمكنهم بقدرته واحصاهم بعلمه واحاطهم بنوره ودعاهم الى معرفته قال الواسطى هو الذى كتب الايمان فى قلوب المؤمنين ليكون اثبت وابقى لوقوع المناسبات وقال الامان سواطع الانوار له لمعة فى القلوب ومكين معرفته حملت السرائر فى الغيوب وقال النصر ابادى كتابه من الحق وتفش منه كتبها ونفسها فى قلوب اوليائه ثم اطلعه عليها فقرأن كل قارئ وغير قارئ لعناية الحق فيه مستترة قال سهل الكتاب فى القلب موهبة الايمان التى وهبها لهم قبل خلقهم فى الاصلاب والارحام ثم ابدا سطوا من النور فى القلب ثم كشف الغطاء عنه حتى ابصر ببركة الكتابة به ونور الايمان للغيبات وقال حياة الروح بالتاييد وحياة النفس بالروح وحياة الروح بالذكر وحياة الذكر بالذاكر وحياة الذاكر المذكور ثم وصفهم الله بانهم انصار الله فى عينه الذين فاروا بالطفر فى الله على نفوسهم وعلى كل عدو بقوله { أُوْلَـٰئِكَ حِزْبُ ٱللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } حزب الله اهل معرفته ومحبته واهل توحيدهم الفائزون بنصرة الله من مهالك القربات ومصارع الامتحانات وجدوا الله بالله اذا اظهر واحد منهم ينهزم المبطلون وينكسر المغالطون لان الله البس على وجوههم نور هيبته واعلى لهم اعلام عظمته يفر منهم الاساد وتخضع عندهم الشامخات كلأهم بحسن رعايتهم ونورهم سنا قربه ورفع لهم اذكارهم فى العالمين وعظم اقدارهم وكتم اسرارهم قال سهل الحزب الشيعة ومع الابدال وارفع منهم الصديقون الا ان حزب الله هم الغالبون وارثون الاسرار على من المستشرفون على معادن ابتدائهم الى انتهائهم هم المفلحون قال الحسين حزب الله الذين اذا انطقوا بهرو وان سكتوا ظهورا وان عابوا حضروا وان ناموا سهروا وان كملوا فكلموا وان بخت عنهم علل التخليط فطهر اولئك حزب الله الى أخره قال ابو سعيد الخراز حزب الله قوم علامهم البهاء والبهجة فنعموا ولم يجتهلوا الاذى وصاروا فى حرزه وحما فغلب نورهم الانوار جمع وغلب مقامهم المقامات اجمع وهمومهم الهمم اجمع فكانوا فى عين الجمع مع الحق ابدا وقال ابن عطا ان الله عباد اتصالهم به دائم واعينهم به قريرة ابدا الحياة لهم الا به لاتصال قلوبهم به النظر اليهم بصفاء اليقين فحياتهم بحياة موصولة لا موت لهم ابدا ولا صر لهم عنه لانه قدس ارواحهم فعلقها عنده فثم ماواها قد عشى قلوبهم من النور ما اضاءت فاشرقت ونما زيادتها على الجوارح وصاروا فى حرزه وحماه اولئك حزب الله الخ قال رويم صفتهم انهم اطمانوا الى الله وهم اولياء الله وخاصة وامان بلاده فاعين قلوبهم ناظرة الى ربهم واذان قلوبهم سامعة منه وهم الذين اصطفاهم الله واختارهم وهذا هم الى نفسه وسترهم عن خلقه اولئك حزب الله الخ.