التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَىٰ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
٧
-المجادلة

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ } المعية بالعلم عموم وبالقرب خصوص والقرب بالعلم عموم وبظهور التجلى خصوص وذلك دنو دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى فاذا ارتفع الاين والبين والمكان والجهات واتصل الانوار كشوف الذات والصفات بالعارف فذلك حقيقة المعية اذ هو سبحانه منزه عن الانفصال والاتصال بالحدث لو ترى اهل النجوى الذين مجالستهم لله وفى الله لترى من وجوههم انوار المعية اين انت من العلم الظاهر الذى يدل على الرسوم لم يعلم ان علمه ازل وبالعلم يتجلى للمعلومات فالصفات شاملة على الافعال ظاهرة من مشاهد المعلومات فاذا كان الذرات لا تخلو من قرب الصفات كيف تخلوا عن قرب الذات الارواح العالية المقدسة العاشقة المستغرقة فى بحر وجوده لا تظن فى حقى انى جاهل بان القديم لا يكون محل الحوادث فانه حديث المحدثين اعبر من هذا البحر حتى لا تجد الحدثان والانسان فى مشاهدة الرحمن قال الحسين اصحاب اقواما بارواح طاهرة وملاحظات دائمة وانوار قائمة قال ما يكون من نجوى ثلثة الا هو رابعهم علما وحكما الا نفسا وذاتا قال النصر ابادى من شهد معية الحق معه زجره عن كل مخالفة وارتكاب كل ما لا يجب ومن لا يشاهده معية فانه مخطى الى الشبهات والمحارم.