التفاسير

< >
عرض

وَكَذٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
١٠٥
ٱتَّبِعْ مَآ أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ
١٠٦
-الأنعام

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } صرف الله فهم خطابه عن قلوب الاعداء وفسح لطائفها وحقايقها للاولياء كان خطابه الحبيب لا تعرف الا الحبيب بلطف باهله حيث وهبهم فهم كلامه حتى ادركوا الصفة بقوله ولنبيه لقوم يعلمون اى لقوم يعرفون حقيقة البيان وهو الوقوف معه حيث ما وقف الجرى معه حيث ما جرى لا يتقدمه بغلبة ولا يتخلف عنه لعجز قوله تعالى { ٱتَّبِعْ مَآ أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } لما ذكر تعالى بيان لعموم اهل العلم لمتابعتهم امره خص حبيبه عليه السلام بما بينهما من اسرار الربوبية ولطائف المحبة وحقائق الانبساط فى المقامات والحالات وافرده بها عن جميع الخلق حيث لا طاقة للخلق مطالعة تلك الاسرار ولا قولة لهم حمل واردات تلك الاحوال غير النبى صلى الله عليه وأله وسلم لانه مؤيد بالقوة الازلية والنصرة الابدية قال اتبع ما اوحى اليك من ربك الا استعد لحمل واردات سطوات الالوهية وجذبات انوار نعوته الابدية قال اتبع ما اوحى اليه من ربك اى استعد لحمل واردات سطوات الالوهية وجذبات انوار نعوته الابدية وانها خاصته لك الا ترى كيف وصف نفسه له فى وسط الاية بالفردانية والتنزيه عن اشكال الخليفة بقوله { لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } وهو يوصفه تجلى لك بنعته ووصفه حيث كانت خلقت بنعت استعداد تحمل ظهور الازلية واذا كنت كذلك انت لا تليق بالمشركين الى غيره فانت اعزو افضل من ان يكون معك فى هذا المقام احد من المغيرين بحالهم وهذا معنى قوله سبحانه { وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ } وكان عليه السلام له مقامات فى الوحى كان له الوحى خاص الخاص له لا لغيره وذك موضع سر السر فى دنوا الدنو حيث خصه الله بذلك بقوله فاوحى الى عبده ما اوحى له وحى خاص له ولخواصه واخوانه من الانبياء والاولياء بقوله تعالى والذى اوحيناه اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين وله وحى عام وهو قوله تعالى بلغ ما انزل اليك من ربك قال بعضهم الوحى عن غير واسطة والرسالة والانزل ظاهر بواسطة لذلك قال بلغ ما انزل اليك من ربك لان الوحى كان خاصا له مستورا لقوله فاوحى الى عبده ما اوحى واتبع ما اوحى اليك من ربك والاشارة للاولياء فى ذلك تاديبا لهم حيث يتعارض القاء العدو ووحى الله اى دعوا ما سوى الوحى من الهواجس والوسواس وابتعوا ما يحل فى قلوبكم من الخطاب الذى وصفه قدس القلوب من الخواطر والعوارض الا ترى الى قوله عليه السلامالرابصة دع ما يريبك الى ما لا يريباى واستفت ولو افتاك المفتون.