التفاسير

< >
عرض

وَمِنَ ٱلأَنْعَٰمِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَٰنِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
١٤٢
-الأنعام

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَمِنَ ٱلأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً } اى من قوى الانسانية ما لا يحمل اثقال المجاهدات ومنها ما يحمل اثقال وقار الامتحانات فما يحمل الانسانية يضعف تحت امتحان الله وما يحمل بقوى الربانية يكون مطية حلم امانة المعرفة قال تعالى وحملها الانسان الا ترى الى قول امير المؤمنين على ابن ابى طالب كرم الله وجهه والله ما قلعت باب خيبر بقوة جمسانية وانما قلعتها بقوة ربانية قوله تعالى { كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ } للاشباح رزق وللارواح رزق وللقلوب رزق وللعقول رزق وللاسرار رزق واما رزق الاشباح فما استطابته من عالم الفعل بما وافقه العلم واما رزق الارواح فمشاهدة تجلى الصفات واما رزق القلوب فما ينكشف لها من انور الغيبو واما رزق العقول فما يلوح لها من سنا الأيات واما رزق الاسرار فما تلجلى فيها من مكنون علوم الخاص فى رؤية الذات قال الاستاد الرزق ما يحصل به الانتفاع وينقسم الى رزق الظاهر والسرائر فهذا وجود النعم وذاك شهود والكرم بل الحموج فى وجود العدم وللقلب رزق وهو التحقيق من حيث العرفان وللروح رزق رزق وهو المحبة بصدق التحرز عن الاكوان وللسر رزق وهو الشهود كالذى قريته العيان.