التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ
١٦١
-الأنعام

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً } الصراط المستقيم ههنا اغرب طريق فى المعارف والكواشف هداه به نبية الى نفسه لانه خاص بذلك من جيمع الخلائق الا ترى الى قوله قل اننى هدانى ربى كيف خص هداية نفسه بالرب وذلك وقوع الاسرار فى منازل الانوار وطريان روحه فى المكلوت والجبروت حين شاهد دنوا الدنو بوصف الروية الكبرى ومسامرات الا على بقوله دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى فاوحى الى عبده ما اوحى ما كذب الفواد ما راى ما جاز عن سبيل القدم بعلة الحدث لانه كان محفوظا برعاية الازلية وعناية الابدية بلغ الى قلوم الطرق فى مشاعر الصفات ومشاعر الذات الا ترى الى قوله دينا قيما مستقيما له منزها عن اعوجاج البشرية وطوارق التلوين لانه بحجة المحبة وصراط الخلة التى سبلها جذبات الازل ومكاشفات الابد لقوله تعالى ملة إبراهيم يعنى طريق محبة ملة ابراهيم فى خلته وان كان هو مخصوصا باغرب طريق المعارف من جميع الخلائق وصفة بالحنيفية المايلة فى طريق المحبة من غير الحبيب من سلك سبيله وصل الى حبيبه لانه مقدس من شوك الشرك وغبرا القطيعة بقوله { وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } طريق المحبة والخلة واحد فى نفس الاقتداء لان معدنها عين القدم المنزه عن كل علة قال ابو عثمان الصراط المسقيم الاقتداء والاتباع وترك الهوى والابتداع الا تراه بقوله وما ينطق عن الهى وقيل فى قوله دينا قيما اى سليما من الاعوجاج وهو اجس النفس ووجود لذة المراد فيه ولم اوصفه عليه السلام باهدائه الى جلاله وجماله ووصفه بتنزيه عن روية جميع الخلائق فى عبادة خالقه امره بتعريف حاله وقدس سنائه عن الاذاعة فى الحدثان.