التفاسير

< >
عرض

وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ ٱلأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
١٦٥
-الأنعام

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ ٱلأَرْضِ } اى جعلتكم خزائن جودى من المعرفة والمحبة والولاية خلفاء العالم بعد مضى دهر الدهار وتقلب الفلك الداوار والقرون الماضية ممن قسم له الرسالة والنبوة والملك الشرف وما كان لهم فى السبق السباق واول الاول يكون لكم يا خلفاء الانبياء والصديقين هو الذى جعلكم خلفاءه فى ارضه كأدم ونوح وابراهيم وموسى وزاد شرفكم بشرف نبيكم على الجمهور قال عليه السلام نحن الأخرون السابقون وبين تعالى هذه الأية النجباء والاولياء والاصفياء والاتقياء والاخيرا والاوتاد والخلفاء يختلف بعضهم بعضا كما وصف عليه السلام الابدال والاولياء فى حديث مروى بقوله اذا مات واحد منهم ابدل الله مكانه واحدا وصرح بخطابه ان درجاتهم متفاوته بقوله { وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } لافتداء العبض بالبعض وبقية امانته وامانة وحجته وبرهانه فى العالمين درجة بعضهم المعاملات ودرجة بعضهم الحالات ودرجة بعضهم المقامات ودرجة بعضهم المكاشفات ودرجة بعضهم المشاهدات ودرجة بعضهم الفراسات ودرجة بعضهم الكرامات ودرجة بعهضم المواجيد والواردات ودرجة بعضهم الحكميات ودرجة بعضهم الدنيات ودرجة بعضهم المعرفة ودرجة بعضهم التوحيد ودرجة بعضهم التلوين ودرجة بعضهم التمكين ودرجة بعضهم اليقين ودرجة بعضهم الفناء ودرجة بعضهم البقاء ودرجة بعضهم الحيرة ودرجة بعضهم الوله والغيبة ودرجة بعضهم السكر ودرجة بعضهم الصحو ودرجة بعضهم الاتصاف ودرجة بعضهم الاتحاد ودرجة بعضهم الربوبية ودرجة بعضهم المعبودية وعلم العام وعلم الخاص وعلم العلم ومعرفة العلم والسر ومعرفة السر والخير ومعرفة الخير والعلم المجهول وما فوق ذلك الا رسوم من رسم وطرق منطمسة لان هناك ظهور ركنه القدم ولا يبقى مع القدم الا القدم ابتلاهم بهذه المقامات لفناء علة الحدث فى القدم ومن خرج بنعوت الربوبية منها ويدعى بها يضرب ويصلب ويقتل ويحرق كما فعل بحسين بن منصور قدس الله روحه ومن خرج منها بنعت العبودية وبقى بنعت الاستقامة كالنبى صلى الله عليه وأله وسلم حيث قال انا العبد لا اله الا الله عصم من فوزة السكر وغفر له خطارتها فى اثناء الطريق وهو قوله تعالى { إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } قال بعضهم مخلف الولى ولى والصديق صديق ويرفع جرجات البعض على ودرجات البعض بالبعض لئلا تخلوا الارض من حجة الله وامان قال بعضهم رفع بعضهم فوق بعض درجات ليقتدى الادنى بالاعلى ويبتع المزيد درجة المراد ليصل اليه والله اعلم.