التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَٱلْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ
٣٦
-الأنعام

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ } السماع سماعان سماع فهم وسماع عشق ومحبة من سمع سماع فهم لم يكن من اهل النطف فى جريان حكم المعراف لانه فى مقام البداية ولم يكن له تصرف الا تصرف ظاهر العلم ومن سمع سماع العشق بسمع المعرفة على حد الكمال يكون له لسان بيان المعرفة والتصرف فى الاشارات والعبارات الا ترى الى النبى صلى الله عليه وسلم وأله وسلم وموسى عليه السلام لما كان النبى صلى الله عليه وأله وسلم كاملا مستقيما قال بعثت بجوامع الكلم وانا افصح العرب والعجم ولما كان موسى عليه السلام فى محل الارادة اخبر الله سبحانه عنه بقوله بعد سواله بشرح الصدر الموجب فصاحة اللسان فى المعرفة قال واحلل عقدة من لسانى وبين ان على قدر السماع يكون الجواب ونفى السماع عن غير الاحباء بالمعرفة والمشاهدة قال النورى من فتح سمعه بالسماع اجرى لسانه بالجواب قال الله تعالى انما يستجيب الذين يسمعون وقال ابن عطا اخبر الله ان اهل السماع هم الاحباء وهم اهل الخطاب والجواب واخبر ان الأخرين هم الاموات بقوله والموتى يبعثهم الله.