التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي ٱلظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ ٱللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٣٩
-الأنعام

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي ٱلظُّلُمَاتِ } وصف سبحانه اهل الامتحان الذى يهتف الذى يهتف هواتف الالهام بالخطاب لقلوبهم من الغيب فيستقبلونها بمعارضة نفوسهم ويكذبون خواطر الحق بخاطر الباطل حين لم يعرفوا الالهام من الوسواس وذلك من وقر الضلالة فى اذانهم حيث لم يلقوا سماعهم فى مقام الشهود الى الله ولم يذكر اسم الله السنة اسرارهم بوصف الهيبة والمحبة وذلك من بقايا نفوسهم فى ظلمات هواها ومعناه اى من كذب خواطر الحق الواردة من عندنا حين الهمناه بخالص الايمان بكرامات اوليائه ومعجزات انبيائنا تعطى اذان اسراره وابصار بصائر بغشاوة الضلالة حتى لا يسمع كلامنا من الغيب ولا يرانا الملكوت ويبقيه فى ظلمات نفسه الامارة وشيطانه الكافر ولا يقدران يتلكم بذكرنا ومعرفتنا قيل لم تصدقوا اظهار كراماتنا على المقربين من عبادنا عموا وصموا عن انوار الملاحزات وبقوامع ظلمات النفوس وهو اسج الهياكل قوله تعالى { مَن يَشَإِ ٱللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } المشية يقع على المقبولين والمطرودين على الابعاد والقبول والرضا والسخط بما جرى عليهم ى الازل من السعادة والشقاوة فمن لم يكن صادقا فى بدو ارادته ولم ينقص عقد بدايته بمتابعة نفسه والفترة عن طاعة ربه يهديه الحق بنفسه الى نفسه ويجعله مستقيما فى طريق معرفته وطاعته والطرث المستقيم طرق افعاله العقول بنعت الفكرة وطرق صفاته للقلوب بنعت المحبة وطرق ذاته للارواح بنعت المعرفة قيل من يرد الله به الشر تركه فى سؤ تدبيره ليبقى فى ضلالته ومن يرد الله به الخير يجره الى حسن اختياره فيبقى على اسلم الطرق وهو الرضا بمجارى القدرة وهو الصراط المستقيم.