التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتَـٰكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ ٱلسَّاعَةُ أَغَيْرَ ٱللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ
٤٠
بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَآءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ
٤١
-الأنعام

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { أَغَيْرَ ٱللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } { بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ } غير الله الجاهلين ربوبيته عند امتحانهم ببلائه يرجعون الى غيره من الخلق لطلب المعاونة بدفع البلاء عنهم اى ان كنتم صادقين فى دعوى معرفتى تتكلمون الى غيرى عند نزول البلاء فانكم تدعوننى حين تدعون غيرى فان الدعاء لم يقع على غير اذفنى الحوادث فى سطوات عظمتى لكن لا يعلمون انكم تدعوننى حين يدعون غيرى من جهلكم بفناء الحدث فى القدم وايضا وبخهم بضرافهم عن بابه تعالى فى دة العيش من قلة وجدانهم حلاوة قربه ووصاله الى طلب زيادة حظوظهم انفسهم والسكون الى غير الله يرجعون الى يابه حين امتحنهم بالبلاء ويدعونه لكشف الضر عنهم لا لطلب مشاهدة وقربه يدعونه وهذا عادة للمفلسين المعرضين عنه الى غيره قيل على غيره تتكلمون والى سواه ترجعون وهو الذى وفقكم لمعرفته واقامكم مقام الصادقين من عباده قال الجريرى يرجع العارفين الى الحق فى اوائل البدايات ومرجع العوام اليه بعد الباس من الخلق قال الله تعالى اغير الله تدعون ان كنتم صادقين بل الصادق من اليه يرجع وايه يدعو قال الجنيد من دعا الحق فباياه لاياه تدعوا من غير حظ فيه ولا حضور من نفسه قال تعالى با اياه تدعون قال بعضهم بل اليه المرجع لمن غفل عنه خطابه.