التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ ٱلْلَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لاۤ أُحِبُّ ٱلآفِلِينَ
٧٦
-الأنعام

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ ٱلْلَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي } ان الله سبحانه امتحن خليله بالبلايا ومن جملتها استجابة برؤية الملكوت ليشتغل بحلاوة رؤيتها عن مشاهدة القدم وكذلك امتحنه فى بدايته بمقام الالتباس عند ظهور كوكب تجلى نور الفعل الخاص صفى صورة الشعرى فنظر اليه حين جن عليه ليل الامتحان فراى بعين الارادة نور فعله الخاص الذى مشربه انوارا لصفة فقال بلسان التعجب هذا ربى فادار عليه دور الارادة وربا بنور القربة وبلغة الى مقام القلة فلما جن عليه ليل الفرقة من مقام الاول برز نور الصفة من معدن الذات وظهر من نور الفعل الخاص فى القمر له فنظر اليه وراى مشاهدة الصفة فى الفعل فقال بلسان الشوق هذا ربى فدار عليه دور الخلة ورباه بنور الوصل ةوبلغة الى مقام العشق وذوقه طعم حقيقة طرب سره وهاج شوقه الى طلب الزايدة فظهروا انوار الذات فى الصفات وظهر انوار الصفات والذات فى الافعال الخاصة ثم ظهرت انوارها فى الشمس فلما صفا وقته واندارج ظلمة ليلة الفراق طعلت عليها الشمس فنظر اليها فراى مشاهدة جلال القدم فى مراة الشمس فقال بلسان العشق هذا ربى فوصف اليه غيره القدم وجرده عن رؤية الوسائط فى رؤية القدم عند رويته اقول الأيات بنعت فنائها فى عظمة انوار القدم وانكشف له عين القدم صرفا فرمنه اليه وتوحد وحدانيته وقال للنفس الطالبة حظها من رؤية لاكون المشيرة الى كوكب الفعل لا احب الأفلين اى الساقطين فى مهوات المحو عند بروز سطوات عظمة الله وقال للعقل الطالب حظ القدرة فى رؤية القمر الذى هو مرات نور الصفة لئن لم يهدنى ربى لا كونن من القوم الضالين الذين بقوا فى مقام الالتباس عن رؤية صرف الصفات اى لئن لم يجدنى اليه لبقيت به عنه وقال للقلب المطالب حظه من مقام العشق ورعونته فى لذة المحبة فى رؤية الوسائط وفراره من الاحتراق فى نيران الكبرياء.