التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَٰدَىٰ كَمَا خَلَقْنَٰكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَٰكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَآءُ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ
٩٤
-الأنعام

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } بين ان عماله جميع الخلائق من العرش الى الثرى مضمحلة عند كشف جلال عظمته ونوار جماله لما يبدو لهم انوار الازلية يتبرأ وامن جميع اعمالهم لانهم يرونها لا يليق بجلال قدرته ولا يكون موازيا بما يعطيهم الله من سنيات كراماته ولطائف بره وحسن مواساته يكونون عند رؤية القدم كما كانوا خارجين من العدم قال بعضهم اجعل مقام العبد افلاسه والرجوع اليه خاليا من جميع طاعته قيل لان حفص بماذا تقدم على الله قال وما للفقير ان يقدم به على الغنى سوى فقره اقل الله ولقد جئتمونا فرادى خالين من اعمالكم واحوالكم وطاعاتكم ولى ههنا لطيفة اخرى اى لقد جتئمونا موحدين بوحادنيتى شاهدين بوصف الكشف ولاخطاب كما جئتمونا من العدم فى بدو الامر حين عرفتم نفسى بقولى الست بربكم قلتم بلى بلا اشارة التشبية وغلط التعطيل كما وصفهم نبيه صلى الله عليه وأله وسلم كل مولود يولد على الفطرة يعنى على فطرة الازل يلزم سمة العبودية بلا علة الاكتساب عند سبق الارادة وزاد تعالى وضوحا فى اثناء الأية بقوله { وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ }.