التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَارَةً أَوْ لَهْواً ٱنفَضُّوۤاْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِماً قُلْ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ ٱللَّهْوِ وَمِنَ ٱلتِّجَارَةِ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ
١١
-الجمعة

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَارَةً أَوْ لَهْواً ٱنفَضُّوۤاْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِماً } اخبر الله سبحانه انهم فى اوائل ارادتهم اذا لم يبلغوا الى حد الاستقامة فى الصحبة شغلهم حوائج النفوس عن صحبة النبى صلى الله عليه وسلم فعاتبهم الله بذلك وامره بان يخبرهم ان ما عند الله من مشاهدته ولقائه ولذة خطابه ومناجاته خير من جميع الحظوظ بقوله { قُلْ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ ٱللَّهْوِ وَمِنَ ٱلتِّجَارَةِ } وفيه تاديب المريدين حين اشتغلوا عن صحبة المشائخ بخلواتهم وعباداتهم لطلب الكرامات ولم يعلموا ان ما يجدون فى خلواتهم بالاضافة الى ما يجدون فى صحبة مشايخهم لهو قال سهل من شغله عن ربه شئ من الدنيا والأخرة فقد اخبر عن خسة طبعة ورذالة همته لان الله فتح له الطريق اليه واذن له فى مناجاته فاشتغل بما ينفى عما لم يزل ولا يزال وقال ايضا ما ادخر لكم فى الأخرة خير ما اعطاكم فى الدنيا قال الاستاذ ما عند الله للعبادة والزهاد عنا خيرهما نالوه من الدنيا نقدا وما عند الله للعارفين نقدا من واردات القلوب وبواده الحقيقة خير مما يؤمل فى المستانف فى الدنيا والعقبى.