التفاسير

< >
عرض

يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ لَهُ ٱلْمُلْكُ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
١
هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
٢
-التغابن

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } انظر كم قال سبحانه هذه الأية على مبادى السور وهذا عتاب مع المقصرين عن خدمته اى يسبحنى وجودك بغير اختيارك وانت غافل من تسبيح وجودك له وذلك ان وجودك قائم فى كل لمحة بوجوده يحتاج الى الكينونية بتكوينه اياه اين قلبك ولسانك اذا اشتغلا بذكر غيرنا وفى الحقيقة لم يتحرك الوجود الا بامره ومشيته وذلك الحركة اجابت داعى القدم فى جميع مراده وذلك محض التقديس ولكن لا يعرفه الا العارف بالوحدانية ومن كان محجوباً عن رؤية الحق فهو جاهل به لذلك قال سبحانه { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ } فمن وقع نور التجلى فى الازل له وتكون روحه بذلك النور وراى الحق بنور الحق فهو صادق مصدق فى قبول ما صدر من الغيب لانه اهله ومن كان روحه محجوبا عن مشاهد الوصلة يكون منكرا على ما يبدو له من أيات الله وكراماته وبرهانه وسلطانه قال القسيم خاطبهم مخاطبة قبل كونهم فسماهم كافرين ومؤمنين فى ازله فاظهرهم حين اظهرهم على ما سماهم وقدر عليهم واخبرته علم ما يعلمون من خير وشر.