التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ ٱلْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلتَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
٩
-التغابن

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ ٱلْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلتَّغَابُنِ } الغبن كل الغبن ان لا يعرف مكان خطابه والطاقة التى ظهرت له فى الدنيا والاخرة بلباس القهريات ومكان الامتحان وربما زاده الحق فى اوحش مقام وهو مشغول الرسم ولم يعرف شرف حاله فكان مشغولا عنه برسم الاعتذار والعبودية فيا رب صفاء فى الكدورة ويا رب مكاشفة فى المعصية اكنتم يا اخى غيب الحق بسر غيره حتى لا يكون السر ظاهر الاهل الرسوم فيسقطون من ايمانهم يقع الغبن يوم التغابن لمن كان مشغولا بالجزاء والعطاء ورؤية الاعواض ورؤية المعصية والطاعة من كان شاهد الحق خرج من وصف الغبن اذا الغبن من اوصاف من كان غائبا عن مشاهدته فاذا استغرق فى بحار جماله وجلاله ولا يبقى عليه ترح الغبن ولا حزن الفوت اذا لكل غابن له وسقط عند ذكر ما مضى وما يستقبل ولى لسان اخر فى التوحيد ان الكل يقع فى الغبن اذا عاينوا الحق بوصفه وهم وجدوه اعظم واجل مما وجدوا منه فى مكاشفهم فى الدنيا فيكونون مبهوتين متحيرين مغبوتين حيث لم يعرفوه حتى معرفته ولم يعبدوه حق عبادته ولا يعرفون ابدا حقيقة المعرفة واى غبن اعظم من هذا ذا يرونه ولا يصلون الى وجوده بالحقيقة قال ابن عطا تغابن اهل الحق على مقادير الضياء عند الرؤية والتجلى والتغابن فى رؤية القلب الاعظم واجل من روية التغابن لان روية الغبن تذهل عن التامل وهو مقصر عما اطلق لغيره عندها يظهر لكل احد ومن ظهر له الحق بحقه اخرسه من جميع نطقه من منازلته او منازعته.