التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ
٤
-القلم

عرائس البيان في حقائق القرآن

اى البستك خلقى فانت على خلقى وخلقى عظيم ومن عظم خلقى انه نعتى ووصفى البسته اياك وخصصتك بحمله فان حمله لا ياتى من غيرك من العرش الى الثرى فان بخلقك ذقت طعم شهود مشاهدتى فيسهل عليك جريان القضاء والقدر فانت تشاهدنى بنعت تحملك اثقال مرى فيك فطابت خلقك من خلقى فى خلقى قال الواسطى هو لباس النعوت والتخلق باخلاقه اذ لم يبق للاعواض عنده خطر وقال الحسين معناه انه لم يؤثر فيك جفاء الخلق بعد مطالعة الحق وقال صفر الاكوان فى عينك بعد مشاهدة مكوّنها وقال لانك تنظر الى الاشياء ليشاهد الحق ولا ينظر الى الاشياء وليشاهده هلك قال سهل تادبت باداب القرأن فلما تجازوا حدوده وقال الواسطى اظهر الله قدرته فى عيسى ونقاده فى اصف وسخطه فى عصا موسى واظهر اخلاقه ونعوته فى محمد صلى الله عليه وسلم بقوله وانك لعلى خلق عظيم فاذا فتشت هؤلاء فى الحقيقة لا تجد الا نعوتا قائمة بنعوت المنعوت لا لغيره وقال الخلق لا تحمله العوام والقوم والخلق لمن تخلق باخلاق الرب لان الله اوحى الى داود تخلق باخلاقى فانى انا الصبور فمن اولى الخلق فقد اوفى اعظم المقامات لان المقامات ارتباط بالعامة والخلق ارتباط بالصفات والنعت قال الحسين عظم خلقك حيث لم قرص بالاخلاق وسرت ولم تسكن الى النعوت حتى وصلت الى الذات ثم فنيت عن الذات الذات حتى وصلت الى حقيقة الذات ومن فنى بالفناء كان القائم عنه غيره بالفناء وقال كيف لا يكون خلقه عظيما وقد تجلى الله سره بانوار اخلاقه وحق لمن وقعت له المباشرة الثالثة ان يكون مفضلا فى خلقه.