التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّهُ لَحَقُّ ٱلْيَقِينِ
٥١
فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ
٥٢
-الحاقة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَإِنَّهُ لَحَقُّ ٱلْيَقِينِ } حق اليقين ما بان باطنه من ظاهره وظاهره من باطنه وباشر نور القلب ويحرق ما دون الحق من ذكر الخلق وهو الحق من حيث الحقيقة الذى ظهر فى لباس الأيات اما ذاتا واما صفة وكلامه حق عيان بانه فيه الاسم والمسمى وذلك من حيث الحقيقة الذى ظهر فى لباس الأيات اما ذاتا واما صفة كلامه حق عيان بانه فيه الاسم المسمى وذلك من حيث الحقيقة واحد فلم يبق لعارفه شك ولا لمكاشفة حجاب ثم خاطب المكاشف المحقق بانه منزهه عن الظنون والاوهام والممازجة بالحدثان بقوله { فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ } قال الجنيد قد سره سره حق اليقين ما يتحقق العبد بذلك معرفة بالحق وهو ان يشاهد الغيوب كمشاهدة المرئيات مشاهدة وعيان يحكم على الغيبات ويخبر عنها بالصدق كما اخبر الصديق الاكبر فى مشاهدة النبى صلى الله عليه وسلم وبين يديه حين ساله ما ابقيت لنفسك قال الله ورسوله فاخبر عن تحققه بالحقيقة وقطعه عن كل ما سواه وقوفه مع على الصدق ولم يساله النبى صلى الله عليه وسلم عن كيفية ما اشار اليه لما عرف من صدقه وبلوغه المنتهى فيه ولما قصر حال حادثه عن حاله لما قال اصبحت مومنا حقا فاخبر عن حقيقة ايمانه ساله النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك لما كان يجد فى نفسه من عظم دعواه ثم لما اخبر لم يحكم له بذلك وقال عرفت فالزم اى عرفت الطريق الى حقيقة الايمان حتى تبلغ اليد وترى حال ابى بكر الصديق رضى الله عنه مستورا من غير استخبار عنه ولا استكشاف لما علم من صدقه فيما اودع وهذا مقام حق اليقين.