قوله تعالى { وَإِماَّ يَنَزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ } الشيطان كلب قهر القدم فاذا اننح وراء ساحة القلب فى جانب النفس ففر من هربنا الى الطفنا ومنا اليك لذلك قال اعوذ بك منك فاذا كان ساحة القلب مستضاة بنور التجلى يفر الشيطان من نواحيه لانه لو يدنوا منه بقدر راس ابرة يحترق قال الجريد من اعقل السلاح اسره الشيطان فى اول لحظة وقال الاستاد ان سخ فى باطنك من الوسواس اثر فاستعد بالله يدرك بحسن التوفيق وان هجس فى صدرك من الحظوظ فاستعذ بالله يدركك بادامة التائيد وان اعتراك فى الترقى ان محل الوصل وقفه فاستعذ بالله يدركك بادامة التحقيق وان تقاصر عنك فى خصائص القرب صيانة لك عن شهود المحل فاستعذ بالله تثتك له به لا لك بك ثم وصف سبحانه اهل التقوى من اهل الولاية انهم ممتحنون بهواجس النفوس وساوس الشياطين واستغاثهم بالله وذكره عن شرهم بقوله { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ } حسدة الشياطين يراقبون من البعد اولياء الله ليرمونهم نيران الوسواس من قوارير الجسد حين تقاصروا عن مشاهدة الذكر والمذكور وغفلوا لحظة عن مراقبتهم ولو اسقاموا على شريطة حضور مشاهد الملكوت لم يقدر وان يسمهم من الف فرسخ قال تعالى فاتبعه شهاب ثاقب فاذا وصل اليهم تار الوسواس واوحسوا فى نفسهم غبار سنابك خيول الشيطان النجاؤ بمراكب الذكر الى جناب الازل فاذا هم يرون ما افسد الشيطان من محافل الانس ومجال القدس فى قلوبهم ويرون طيف الشيطان ايضا بنور العرفان فيرمونهم بسهام الذكر ونيران المحبة من قارورة الشوف فتحرقهم قال تعالى { فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } راى الجنيد فى المنام ابليس فقال هل تقدرون تمر على مجال اهل الذكر فقال كما ا ان احد منا مر على احد منكم ويميته ويصير محبوبنا ومصروعا فمنا من يمر على مجلس الذكر يصير مصروعا ويسميه بيننا ما نوس كما تقولون مصروعا منكم مجنون قال بعضهم من حال سره فى ميادين الانس القرية وحجر نفسه عن طوارق الفتنة وطوائف الشيطان هم الذين قال الله اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا.