التفاسير

< >
عرض

وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً
٨
-المزمل

عرائس البيان في حقائق القرآن

اى اذا اردت ان تسبح فى بحر جلالنا وقربنا وتريد ان تلقى نفسك فيها انقطع عن حدثان واطرح نفسك فيها بتائيد الرحمن واعتصم باسمه فاذا خصت باسم الله لا تفنى فى الله هذا اذا ذكر قوله واذكر اصم ربك فكيف يكون لذا قال واذكر ربك فان فى الاسم يبقى وفى المسمى يفنى دعاه اولا الى ذكره ثم دعاه الى مذكوره اى اذكرنى بذكرى ثم انقطع من الذكر الى ومنى الى فالاول فى الذكر حظ العبودية وفى الثانى حظ الربوبية فاذا اظهر حظ الربوبية يفنى حظ العبودية قال ذو النون سبحان من دلى من الذكر اغصانا الى الدنيا اشجارها فى الملكوت واطعم القلوب من ثمارها فاشقهم فى الدنيا والأخرة هذا فعل الذكر بل فكيف اذا بهم الحب عليه وانشد لنفسه مفردا فى هواه قد ذاب شوقا مستطار الفواد يعشق فردا قال المقسم اتصل به اتصالا ما من رجع الا من الطريق وما وصل اليه احد فرجع عنه وقال بعضهم فتح الله على النبى صلى الله عليه وسلم او الانبات التاديب ثم اسباب التهذيب ثم اسباب التذويب ثم اسباب التغييب فالتاديب الامر والنهى والتهذيب القسمة والقدرة والتذويب ليس لك من الامر شئ والتغييب وتبتل اليه تبتيلا.