التفاسير

< >
عرض

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ
٢٢
إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ
٢٣
-القيامة

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } وصف الله وجوه مشاهديه بالنضارة والبشارة والبهجة والسرور وذلك انهم يرونه راضيا عنهم فاذا وجدوه بوصف الرضا زال عن قلوبهم الهيبة وعن وجوههم الصولة نظروا الى جماله فصار وجوههم ناظرة بهيئة مبتهجة مسرورة مستبشرة وذلك من حسن تجلى جماله والأية تدل على ان القوم ينظرون الى الله وهم فى حال الصحو والبسط ولو عاينوه بوصف الجلال والعظمة والكبرياء وصرفا لهالكوا فى اول سطوة من سطواته وصارت وجوههم دهشة يرونه بنوره بل به يرونه وهناك وجود العارف كله عين يرى حبيبه بجميع وجوده وذلك العيون مستفادة من تجلى الحق سبحانه فاذا فهمت هذا فانه تعالى يقوم لهم النظر من نفسه الى نفسه فهناك نظر الحبيب ونظر المحبوب واحد فى معنى الاتحاد قال النصر أبادى من الناس ناس طلبوا الرؤية واشتقاوا اليه ومنهم العارفون الذين اكتفوا برؤية الله لهم فقالوا رؤيتنا ونظرنا فيه علل ورؤيته ونظره لا علة فهو اتم به بركة واشمل نفعا قال الواسطى ناضرة نضرت بالتوحيد وابتهجت بالتفريد وذهبت بالتجريد لان الله فعال لما يريد قال الاستاذ دليل على انهم بصفة الصحو ولا يداخلهم حياء ولا دهش لان النصرة من امارات البسط والبقاء فى حال اللقاء اتم من اللقاء والروية عند اهل التحقيق يقتضى بقاء الرائى وعندهم استهلاك العبد فى وجود الحق اتم.