التفاسير

< >
عرض

إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى
١٦
ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ
١٧
-النازعات

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى } طير روح كليمه فى وادى قدس ازاله واباده وطوى لها بعد اسفار القدم والبقاء فدنا منه واغرقه فى بحر جماله وجلاله واسكره شهود العين بوصف كاد ان يكون هو هو من حيث الاتحاد والاتصاف فاستوفى جميع وجوده حظ الربوبية وبقى سمعه من الاتصاف بصفته فناداه حتى يكون جامعا فى الاتصاف والاتحاد فلما كاد ان يدعى الانانية من حدة السكر فناداه حتى يفيق من سكر سكره ولا يتجاوز عن حده فناداه اين انت يا موسى انا انا وانت انت واحاله ابى فرعون حتى يكون مشغولا عن حده الاتحاد ولولا الرسالة والابلاغ لغنى فى شهود الكبرياء لذلك قال { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } حيث يدعى ما ليس له اذ هو راى على نفسه عكس قهر القدم فظن انه هو فى الربوبية ولم يعرف ان القهر يمنعه عن الوصول الا الازل بالاتصاف فاغراء موسى عليه ليدمر عليه بعزته ويكذبه بالعلامة الصحيحة الالهية الربانية مثل العصا واليد البيضاء وارسال موسى الى فرعون موضع الامتحان والتعريف بالامتنان والفرقان بين العرفان والخذلان ونجاة اهل الايمان من بين اهل الطغيان قال سهل فى قوله اذ ناده ربه جوع نفه طالعا تعبدا ثم نادى ليكون النداء ابلغ وقال ابو عثمان طوى اياما قبل القصد ثم قصد طاويا مقدسا فطوى الوادى المقدس فناداه ربه على التقدير قال ابن فرحى فى قوله اذهب الى فرعون الاشارة الى فرعون وهو المبعوث الى السحرة فان الله لم يرسل انبياء الى اعدائه ولم يكن لاعدائه من الخطر ما يرسل اليهم انبيائه ولكن يبعث اليهم الانبياء ليخرج اوليائه المؤمنين من بين اعدائه الكفرة.