التفاسير

< >
عرض

وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ
٤٠
فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ
٤١
-النازعات

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } خاطب العباد بهذه الأية فى اوايل مقاماتهم حين وجب عليه تزكية النفوس عن شره هواها والميل الى حظوظها لانهم فى وقت قصورهم الى الله لا يجوز لهم الرخص والرفاهية فقد وجب عليهم الاعراض عن حظوظ انفسهم خوفا من الاحتجاب بها عن الوصول الى الله ولعلهم بانه تعالى يحيط بحركات شهوات نفوسهم الخفية حين تميل بخفاياها الى مرادها مما دون الله فاذا جاهدوها وقهروها بتاييد الله اوصلهم الله مقام مشاهدته وهى جنة العارفين فاذا بلغوا الى درجات المعرفة لم يحتاجوا الى نهى النفس عن الهوى فان نفوسهم واجسامهم وشياطينهم صارت روحانية فجانست الارواح الملكوتية فشهوات نفسهم هناك من تواثير حلاوة ارواحهم فى مشاهدة الحق فتشتهى الانفس ما تشتهى الارواح الارواح فى الغيوب والنفوس فى القلوب فنظهرهم هناك الى كل شئ يكون النفوس من الارواح جنات تظهر فيها انوار شهود الحق واين الكافر المعطل المدعى من هذا المقام وهم خلقوا من الجهالة فيموتون فى الضلالة واصحاب القلوب والمعارف عيش ارواحهم عيش الربانيين وعيش نفوسهم عيش الجنانين والله قادر بذلك يختص برحمته من يشاء قال فان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ولهذا قال عليه الصلاة والسلام شيطانى وقال نحن معاشر الانبياء اجسادنا روح قال بعضهم من تحقق فى الخوف الهاه خوف عن كل مفروح به والزمه الكمد الى ان يظهر له الا من من خوفه وقال سهل لا سلم من الهوى الا الانبياء بعض الصديقين ليس كلهم وانما سلم من المحوى من الزم نفسه الادب.