التفاسير

< >
عرض

وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله فَإِنِ انْتَهَوْاْ فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
٣٩
وَإِن تَوَلَّوْاْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ
٤٠
-الأنفال

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى: { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله } الاشارة الى كفرة النفوس الامارة بسوء اى جاهدوها واميتوها حتى يتقدس مزارع انوار اليقين ومرابع سنا الاسْلام والدين يتفرد القلب بنور الموحد والتوحيد من كل خاطر غير خاطر الحق ويكون القلب كله مستغرقاً فى بحار محبته والروح هائمة فى اودية هويته والعقل تائها فى صحارى ازله وابده ولا يكون منها جميعا نظر الى غيره فان النفس حجاب القهر بينها وبين باريها الذى هو منعم عليها بالقاء محبته وجهه فيها ونصرها على نفوسها وهواها وفى ذلك مدح نفسه تعالى بقوله { نِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ } نعم المولى لاوليائه ونعم النصير لعماله انعم بسبق ولايته ومحبته على المحبين فى ازله وعلى المجاهدين له هواهم ونفوسهم بنصرته لهم الى ابد ابده قال بعضهم نعم المولى لمن والاه ونعم النصير لمن استنصره وقيل نعم المولى لاهل الولاية ونعم النصير لاهل الارادة يقال نعم المولى بالتعريف وقبل التكليف ونعم الناصر لك بالتخفيف والتضعيف يضعف الحسنات ويخفف عنكم السيّئات فأنشدوا

هواك اول ما عرفت من الهوى والقلب لا ينسى الحبيب الازلا